تم تسليط الضوء على فرص الاستثمار بالمغرب ومتانة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، وذلك خلال مائدة مستديرة تم تنظيمها، أمس الاثنين، بمدينة أرلينغتون في ولاية تكساس (جنوب)، على هامش قمة الأعمال الأمريكية الإفريقية المنعقدة في دالاس ما بين 6 و9 ماي الجاري.
وفي مداخلة بهذه المناسبة، استعرض سفير المغرب لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني، امتداد وعمق العلاقات الاستثنائية التي تربط المملكة بالولايات المتحدة، مبرزا فرص اتفاقية التجارة الحرة التي ما فتئت تتنامى بين البلدين، “في سياق حيث إرادة المضي قدما والالتزام الوثيق بتوسيع آفاق التعاون توجد في صلب المقاربات والرؤى المشتركة التي يتقاسمها بلدانا”.
ولاحظ الدبلوماسي أن المغرب أصبح، بفضل السياسات المعتمدة تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، في الآن ذاته شريكا متميزا ومخاطبا ذا مصداقية وفاعلا موثوقا، يتمتع وإلى جانب بيئته الاقتصادية الملائمة للاستثمارات، بقدرة خاصة على العمل بشكل أفقي ضمن الإطار الاستراتيجي البارز لعلاقاته مع الولايات المتحدة.
وذكر بأن هذه الكفاءة المكتسبة تؤطر “تحالفا يمتد لأزيد من 247 سنة، وتعزز منذ ذلك الحين بسلسلة من الإنجازات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والأمنية التي ترسي أسس دينامية هذه الشراكة الشاملة والفعالة والموجهة بشكل دائم نحو تحقيق المزيد من التقدم المشترك”.
واعتبر العمراني أن هذه الدينامية مدعوة للاستمرار والتوطد في وقت “تفرض فيه إفريقيا تدريجيا مكانتها باعتبارها محركا جديدا للنمو العالمي وتوشك على إرساء منطقة تجارة حرة قارية”.
وأضاف الدبلوماسي أن “من شأن ذلك أن يعكس الآفاق الجديدة ضمن الدور المحوري للمملكة، ليمنح صدى جديدا لحلقة الوصل التي شكلتها على الدوام، بهدف تقريب العمق الإفريقي من واجهتها الأطلسية، وذلك في إطار مقاربة منسقة ومسؤولة.
وختم بالقول إن مبادرة جلالة الملك من أجل المحيط الأطلسي تعد أبلغ تجسيد لهذا الالتزام الراسخ، الذي تطمح المملكة من خلاله إلى النهوض بفضاءات تنعم بالرخاء المشترك، حيث يضمن التعاون الفعال والتضامن الصادق مزيدا من التنمية الشاملة والأمن من أجل الجميع.
من جانبه، أكد المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، خلال هذا اللقاء المنعقد بملعب (دالاس كاوبويز) الشهير، أن الوكالة توفر اليوم فرصا للاستثمار في مجال التكنولوجيات المتطورة، من قبيل التنقل الكهربائي والطيران والطاقات المتجددة والخالية من الكربون.
بدوره، استعرض عمدة أرلينغتون، جيم روس، المؤهلات الهامة التي تزخر بها هذه المدينة في ولاية تكساس. وقال: “باعتبارها واحدة من كبرى المدن الأكثر تنوعا في أمريكا، تتيح أرلينغتون الكثير من العروض الثقافية والفرص بالنسبة للراغبين في الاستقرار والعمل فيها”.
وأضاف عمدة أرلينغتون أن “المدينة تستقطب مختلف الشركات، ليس فقط بفضل اليد العاملة ذات المؤهلات العالية والموقع الاستراتيجي، ولكن أيضا لأننا ندرك قيمة الشراكات والابتكار”، مشددا على أن المدينة تتوفر على طموحات كبيرة، و”تعتز بعلاقة عريقة ومثمرة مع شركائنا المغاربة”.
وشكلت هذه المائدة المستديرة مناسبة لتسليط الضوء على فرص الاستثمار الكبرى في المغرب، والتبادل مع ثلة من كبار الفاعلين في تكساس، الذين يمثلون مجموعة متنوعة من القطاعات الأكثر استراتيجية ضمن الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة، وتتنوع بين الطيران والزراعة الغذائية، مرورا بالطاقة والتكنولوجيات الحديثة.
وتجمع قمة الأعمال الأمريكية، التي ينظمها مجلس الشركات المعني بإفريقيا حول موضوع “الولايات المتحدة وإفريقيا: شراكة من أجل نجاح مستدام”، إلى غاية 9 ماي، أزيد من 1500 مشارك، من بينهم قادة دول وحكومات ووزراء وفاعلون اقتصاديون من القطاعين العام والخاص الأمريكي والإفريقي، إلى جانب مستثمرين مؤسساتيين ودوليين، بهدف النهوض بشراكات تجارية مستدامة بين الولايات المتحدة وإفريقيا.
وستشكل القمة مناسبة لإطلاق الجولة الترويجية لوجهة المغرب لدى الفاعلين في السوق الأمريكية.