عرفت النتائج العملياتية والمالية لـ “المكتب الشريف للفوسفاط” الشركة الرائدة عالميا في صناعة الأسمدة، ارتفاعا خلال السنة المالية 2015، بما عزز ريادتها في صناعة الفوسفاط على المستوى العالمي.
وعزا المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب، حسب بلاغ للشركة، هذا الإنجاز إلى “اقتصاديات السعة والمرونة التجارية والجهود المتعلقة بخفض التكاليف، التي مكنت من توفير رافعة تشغيلية مهمة وتحسين المردودية”.
وأشار البلاغ إلى أن رقم معاملات المكتب بلغ السنة الماضية حوالي 47,75 مليار درهم، مقابل 41,43 مليار درهم سنة 2014، موضحا أن هذا الارتفاع مرجعه أساسا إلى تطور مبيعات الصخور والحمضيات، وكذا استقرار المبيعات من الأسمدة، إضافة إلى ارتفاع الطلب الهندي وتطور حجم الصادرات نحو إفريقيا.
وأضاف المصدر ذاته أن هذه العوامل “مكنت من تعويض الآثار الناجمة عن انخفاض الواردات البرازيلية بتزامن مع ارتفاع الصادرات الصينية”، مشيرا إلى أن المكتب نجح في تحسين مبيعاته من المنتوجات الجديدة في ظل استراتيجية التكامل الرأسي التي تبنتها المجموعة والدخول في الأسواق ذات معدلات النمو العالية، لاسيما في إفريقيا.
وسجل البلاغ، أن السوق الإفريقية مثلت في سنة 2015 نسبة 24 في المائة من إجمالي صادرات الأسمدة، مقابل 13 في المائة فقط سنة 2014، مشيرا إلى ارتفاع هامش الربح الإجمالي الذي انتقل من 26,50 مليار درهم سنة 2014 إلى 33,67 مليار درهم سنة 2015، بفضل انخفاض تكاليف المواد الأولية.
وأضاف المصدر أن إجمالي الأرباح السنوية ارتفع من 11,40 مليار درهم سنة 2014، إلى 17,66 مليار درهم سنة 2015، معزيا ذلك أساسا إلى “نمو الهامش الإجمالي للأرباح، وارتفاع تخزين الإنتاج وتقليص التكاليف الإضافية المتعلقة بخط الأنابيب المعدنية”.
وأشار البلاغ إلى أن النتائج التشغيلية سجلت ارتفاعا بلغ 13,96 مليار درهم، مقابل 8,93 مليار درهم سنة 2014، في حين بلغ الرصيد النقدي 9,07 مليار درهم عند متم دجنبر 2015، في الوقت الذي بلغت فيه قيمة الدين الصافي للمكتب 35,24 مليار درهم، وحصة الدين الصافي من إجمالي الأرباح 1,97 مليار درهم. وقدرت قيمة التدفقات النقدية الناتجة عن النشاط التشغيلي بـ12,29 مليار درهم سنة 2015، مقابل 7,33 مليار درهم سنة 2014، في حين وصلت النفقات الاستثمارية إلى 14,26 مليار درهم.
ولاحظ المصدر ذاته، أن البرنامج الاستثماري للمكتب تميز بإنجازات مهمة، همت أساسا مشروع خط أنابيب الجرف الأصفر الذي ساهم في تقوية هيكلة تكاليف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط من خلال الحد بشكل كبير من تكاليف الطاقة والنقل.
وأضاف المكتب أن السنة الماضية شهدت أيضا إطلاق أول وحدة متكاملة لإنتاج الأسمدة بمدينة الجرف الأصفر، مشيرا إلى أنه من المرتقب إطلاق الوحدة الثانية أواسط 2016.
وسجل أن السنة المالية 2015، شهدت إطلاق أول خط للحمض الفوسفوري، وتشغيل أول محطة لتحلية مياه البحر. وفي ما يتعلق بالتوقعات المستقبلية للمجموعة، أفصح السيد التراب عن توقعه حصول “تحسن تدريجي سنة 2016، وخاصة في الربع الثاني من العام مقارنة مع الفصل الأول من السنة نفسها”.
وأشار المتحدث إلى أنه “على الرغم من سياق متدهور للسوق، فإن إجمالي أرباح المجموعة ستتجه نحو الاستقرار، بفضل تحسين التكاليف واقتصاديات السعة التي تحققت بفضل المشاريع الصناعية الحالية، وفي ظل الاستفادة من انخفاض أسعار المواد الأولية”، مضيفا أن نمو الطلب على الأسمدة الفوسفاطية، خاصة في إفريقيا، سيستوعب إلى حد كبير خطة توسيع الطاقة الإنتاجية المرتقبة للمجموعة.
ومن جهة أخرى، أوضح مدير المكتب أن “وحدات البرنامج الاستثماري للمجموعة ستسمح أيضا بمزيد من المرونة والتوزيع الأمثل للموارد المالية”، مشيرا إلى أن المجموعة انخرطت في “نموذج لخلق سلسلة قيمة مبنية على المرونة التجارية بغية تحسين القدرات وهوامش الأرباح”. وقال التراب إنه “بالنظر إلى نجاح البرنامج الاستثماري وكذا خبرتنا الصناعية الواسعة، نتوقع تعزيز ريادة المكتب في السنوات المقبلة، ليبقى في طليعة القطاع الصناعي”.
إقرأ أيضا: الفوسفاط والسيارات ”ينعشان” اقتصاد المغرب