حملات تحسيسية بالمؤسسات التعليمية والشركات، وحدات متنقلة بمجموعة من مناطق المملكة، ثم نداءات عبر وسائل الإعلام، تلك هي الخطوات التي يتخذها المركز الوطني لتحاقن الدم لدعوة المغاربة إلى التبرع، من أجل تأمين مخزون يغطي الحاجة إلى هذه المادة الحيوية.
وبين الحملات والنداءات، يتوافد على المراكز عدد من المتبرعين وتوثق ذلك المنابر الإعلامية بالصوت والصورة، وينوه الجميع بمبادرة الأشخاص المتبرعين، لكن ما إن تمر فترة وجيزة حتى ينخفض مخزون الدم لأقل من 5 أيام ويعود المركز ليدق ناقوس الخطر.
فلماذا يسجل المغرب نقصا في هذه المادة الحيوية باستمرار؟ هل لأن عدد المتبرعين تقلص أم أن الطلب ارتفع؟
محمد بنعجيبة مدير المركز الوطني لتحاقن الدم، كشف ل”مشاهد24” أن السبب في تسجيل المغرب نقصا في مخزون الدم خلال السنوات الآخيرة، يعود بالأساس لارتفاع الطلب على هذه المادة الحيوية نظرا لمجموعة عوامل على رأسها تزايد عدد من الأمراض المزمنة، من بينها السرطان وخصوصا سرطان الدم.
وقال الدكتور المختص في علاج سرطان الدم، إن مرضى هذا النوع من السرطانات يحتاجون إلى كميات كبيرة من الدم تستنزف المخزون الموجود بمراكز ومستشفيات المملكة، إذ يحتاج المريض الواحد مابين 35 إلى 40 كيس دم يوميا.
إقرأ أيضا: ثقافة التبرع بالدم في المغرب مازالت ضعيفة.. وحملات لتقويتها قريبا
وأوضح كذلك أن زيادة عدد مراكز علاج السرطان بالمغرب، وتمكين المرضى من العلاج مجانا بفضل نظام التغطية الصحية ”راميد” رفع الطلب، إذ صار 95 من المرضى يستفيدون من العلاج في حين كانت 5 في المائة فقط هي التي تعالج.
وأبرز بنعجيبة في الوقت ذاته، أن عقلية المتبرع المغربي بدورها تغيرت بفعل انشغالات الحياة، حين قال ” لاحظنا أن حس المبادرة بالتبرع انخفض لدى المغاربة بفعل نمط الحياة السريع والمرتكز على الماديات، لذلك نحرص على توجيه نداءات توقظ همتهم حتى يبادروا بالتبرع”.
وتوقع الدكتور أن يرتفع مخزون الدم ابتداء من نهاية سبتمبر الحالي حين يستأنف المواطنون عملهم بشكل منتظم وتنتهي فترة العطل.
إقرأ أيضا: المغاربة مطالبون بالتبرع بالدم..بسبب ”النقص الحاد”