سجلت عائدات الجزائر من النفط تراجعا كبيرا خلال الثلث الأول من 2016 في ما يعكس حدة الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد بسب تراجع أسعار الذهب الأسود في السوق الدولية.
وتعقدت الأمور بالنسبة للجزائر التي يعتمد اقتصادي بشكل شبه كلي على عائدات النفط، حيث أن التراجع بنسبة 40% خلال الأربع أشهر الأولى من هذه السنة مقارنة بالعام الماضي يعكس حجم الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
وجاء الإعلان عن تراجع عائدات الجزائر من النفط بالنسبة المذكورة عن طريق مصالح الجمارك في الجارة الشرقية للمغرب، والتي أشارت إلى أن عائدات النفط وصلت خلال الثلث الأول من السنة الجارية 5.5 مليار دولار مقابل 9.1 مليار دولار في 2015، ما يعني تراجعا بنسبة 39%.
إقرأ أيضا: هل شهدت تونس بدورها ثورة مضادة ؟
هذا التهاوي في عائدات الجزائر من النفط، وإن كان مرتبطة بظرفية دولية تتسم بتراجع أسعار النفط الأسود، إلى أن الوضعية الحالية أعادت إلى الواجهة النقاش حول ما ضيعته البلاد من فرز لبناء اقتصادي متحرر من إسار مبيعات البترول.
على صعيد متصل تسبب تراجع عائدات الجزائر من النفط في تأزيم وضعية الميزان التجاري الذي وصل 5.6 مليار دولار خلال الثلث الأول من 2016، مقابل 3.4 مليار دولار في نفس الفترة من السنة الفارطة، ما يعني وصول نسبة العجز إلى أزيد من 60% خلال عام واحد.
وأثرت الوضعية المالية الحالية للجزائر على عدد من الاستثمارات والمشاريع المرتبطة بالبنى التحتية التي أطلقتها الدولة، ما فرض على الحكومة فتح باب الاستدانة من الخارج والإعلان عن سياسة تقشفية والتفكير في خفض واردات البلاد.