بين السعودية والجزائر نقاط خلافية عدة جعلت العلاقات بين البلدين في الأشهر الأخيرة تتخذ طابع التوتر.
فهوة الخلاف اتسعت بين الرياض والجزائر بسبب تباين المصالح ووجهات النظر في قضايا إقليمية كالحرب في اليمن والموقف من النظام السوري وقضية الصحراء المغربية، ناهيك عن انحياز الجزائر إلى إيران ورفضها إدانة الهجوم الذي تعرضت له السفارة والقنصلية السعودية في طهران واتهام المملكة للجزائر بالتقاعس عن محاربة الإرهاب.
بيد أن المؤشرات تدفع إلى الاعتقاد بأن البلدين يتجهان لطي صفحة الخلافة، ويبدو أن المبادر إلى الصلح هو الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي لا يريد إطالة التوتر مع المملكة حسب ما تؤكد منابر إعلامية جزائرية.
إقرأ أيضا: تونس: من يخاف من مهدي جمعة ؟
هذا وأوفد بوتفليقة وزير الدولة ومستشاره الطيب بلعيز من أجل مقابلة العاهل السعودي، الملك سلمان، الذي لم يستجب سابقا لدعوة وجهها إليه بوتفليقة لزيارة الجزائر قبل أن يرد بالإيجاب هذه المرة، من دون أن يتم تحديد موعد للزيارة.
زيارة بلعيز إلى الرياض تدخل إذن في إطار محاولة إذابة الجليد بين السعودية والجزائر، حيث ذكر موقع Algérie Focus الإخباري أن بلعيز أبلغ العاهل السعودي أن رفض الجزائر المشاركة في العمليات العسكرية التي تقودها السعودية ليس فيه أي موقف عداء تجاه المملكة، بل هو فقط انسجام مع المبدأ الذي ترفعه الجمهورية بعدم التدخل في شؤون الدول وعدم تدخل الجيش الوطني خارج حدود البلاد، وهو المبدأ الذي لن تتزحزح عنه.
غير أن هذا المبدأ يتم خرقه فعليا من خلال تواجد قوات جزائرية خاصة فوق التراب الليبي أو تجاوزها للحدود مع تونس كما يؤكد ذلك عدد من المراقبين. أما التدخل في شؤون الدول فتلك قصة أخرى لا يحتاج المرء سوى تذكر أن هناك منطقة في الجزائر اسمها تندوف تأوي منظمة انفصالية تسخرها الجزائر انتقاما لعقدة تسكنها منذ سنة 1963 اسمها “حرب الرمال”.