أكد خبراء أن جنوب ليبيا قد يصبح الجبهة الجديدة لتنظيم “داعش” الذي أوجد لنفسه موقعا في ليبيا من خلال تمركز بعدد من المدن على الشريط الساحلي المتوسطي.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية مخاوف بعض الخبراء من تحول جنوب ليبيا، خصوصا إقليم فزان في الجنوب الغربي، إلى منطقة جذب لمقاتلي “داعش”.
ويعد الإقليم منطقة استراتيجية بحكم موقعه القريب من الحدود مع ثلاثة دول هي الجزائر وتشاد والنيجر، فضلا عن كونه موردا للأموال التي جنيها من تجارة التهريب ومخبئا لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” ومجموعات إسلامية مسلحة أخرى.
المنطقة حسب بعض المراقبين تشكل إحدى أهم طرق تجارة المخدرات ومنطقة عبور للمهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء، فضلا عن المرتزقة الراغبين في الالتحاق بتنظيم “داعش” في معقله الليبي بمدينة سرت.
الوصول إلى فزان سيسمح لتنظيم “داعش” بتعميق الروابط مع جماعة “بوكو حرام” التي سبق أن أعلن زعيمها أبو بكر شيكاو مبايعته لزعيم “داعش” أبو بكر البغدادي.
إقرأ أيضا: هل الجيش التونسي مؤهل لمواجهة الإرهاب؟
ويرى بعض المراقبين أن الأولوية بالنسبة للفرع الليبي لتنظيم “داعش” تكمن اليوم تحصين مواقعه شمال البلاد، بيد أن التوجه جنوبا والالتقاء مع “بوكو حرام” ومزاحمة “القاعدة” في أراضيها قد يشكل مصدر إغراء لتنظيم “داعش”.
سعي الجماعات الإسلامية المسلحة للتمدد في إقليم فزان قد يدفعها لمحاولة اللعب على وتر الانقسامات التي يشهدها الإقليم بين قبائل التبو الزنجية والطوارق الأمازيغ، فضلا عن الصراع الدائر بين قبيلتين عربيتين هما الزوية وأولاد سليمان.
وكان تقرير أممي صدر في الشهر الجاري قد أكد أن السلطة العسكرية بإقليم فزان متمركزة في يد القبائل والجماعات المتطرفة والإجرامية.
ولا يبدو أن الصراع الدائر في جنوب ليبيا مرتبط بظروف تاريخية ومحلية، حيث تدخل فيه على الخط قوى إقليمية كما هو الشأن بالنسبة للصراع الآخر الذي يعصف بليبيا شمال البلاد.
وتحظى قبائل التبو بدعم تشاد، في حين تجد القبائل العربية دعما من قبل الميليشيات الإسلامية التي تتمركز في طرابلس وغيرها من مدن الشمال، والمدعومة بدورها من قبل قطر.