جاء الهجوم الذي استهدف منتجعا سياحيا شرق العاصمة الإيفوارية أبيجان ليؤشر لاشتداد حدة التنافس بين داعش والقاعدة في القارة السمراء.
وخلف الهجوم لذي تبناه تنظيم “القاعدة” في المغرب الإسلامي” مقتل 16 شخصا 14 منهم مدنيون بالإضافة عسكريين اثنين، في الوقت الذي قتل فيه أيضا منفذو الهجوم الذ اختلفت بشأنهم المعطيات حيث تحدثت بعض المواقع عن 3 مسلحين في حين ذكرت السلطات الإيفوارية أن عددهم هو 6 أشخاص.
ويأتي هذا الهجوم في أعقاب هجوم هز العاصمة البوركينابية واغادوغو في شهر يناير الماضي، بالإضافة إلى الهجمات التي استهدفت منشآت فندقية وسياح في مالي وتونس ومصر العام الماضي، في ما يبدو أنه تزايد لنشاطات الجماعات المسلحة المتطرفة في إفريقيا.
وتعد المنشآت الفندقية هدفا اعتياديا للجماعات المتطرفة التي ترى فيها هدفا سهلا بالإضافة إلى تواجد مواطنين من دول أجنبية بها، كما أنها تدخل في استراتيجية هاته الجماعات لزعزعة استقرار هذه البلدان وضرب اقتصاداتها من خلال استهداف القطاع السياحي.
إقرأ أيضا: قائد بجماعة “بوكو حرام” لا يعرف قراءة القرآن ولا أداء الصلاة
من جانب آخر يرى بعض المراقبين أن فوضى انتشار السلاح القادم من ليبيا في أعقاب سقوط نظام القذافي ومن أماكن أخرى ، فضلا عن ازدهار تجارة المخدرات والتهريب وتهجير البشر تساهم في عوامل عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا وجنوب الساحل، وتوفر مناخا لنمو هاته الحركات وتمددها.
ويرى محللون أن التنافس بين داعش والقاعدة يزيد من التهديد المحدق بالقارة السمراء وبلدانها، في ظل سعي التنظيمين معا إلى الحصول على أكبر عدد من الأتباع وضرب أكبر عدد من الأهداف.
وكتبت صحيفة “ذي غارديان” أن “القاعدة في المغرب الإسلامي” هي أكثر فروع القاعدة فعالية، بالتالي فإن غيابها عن الساحة يعني اندثار التنظيم الأم، وهو ما يمنح لتنظيم “داعش” هيمنة مطلقة ما بين الجماعات المسلحة.
وتبرز مدى خطورة التنافس بين داعش والقاعدة في إفريقيا من خلال توفر كل التنظيمين على فروع وتنظيمات موالية لها، خصوصا من خلال حضور “داعش” في ليبيا والتهديد الذي تشكله على الجارة تونس ومصر من خلال “أنصار بيت المقدس” الذي أعلن بيعته لزعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي.
كما تدين جماعة “بوكو حرام” في نيجيريا، والتي يتجاوز نشاطها حدود هذا البلد، بالولاء لتنظيم “داعش” في حين تدور حركة “الشباب” الصومالية في فلك القاعدة، وتشكل بدورها تهديدا على دول أخرى مثل كينيا، في حين تبقى “القاعدة في المغرب الإسلامي” أكبر تحد إرهابي بالنسبة للجزائر كما يؤكد بعض المحللين.