التونسيين في ليبيا
موقع تونسي يقول إن استهداف التونسيين تزايد بعد الغارة الأمريكية على صبراتة الليبية

لماذا يتم استهداف التونسيين في ليبيا ؟

تساءل موقع “تونس الرقمية” في نسخته الفرنسية عن أسباب استهداف التونسيين في ليبيا ، خصوصا في أعقاب الغارة الأمريكية على معسكر تدريبي لتنظيم “داعش” في مدينة صبراتة غرب البلاد، والتي أودت بحياة 50 شخصا أغلبهم تونسيين.

في أعقاب هذه الغارة، بدأ الليبيون ما يسميه الفرنسيون عملية “مطاردة للساحرات”، حيث بدأ استهداف التونسيين المقيمين في ليبيا، الذي ألصقت بهم تهمة “الإرهاب”.
واعتبر الموقع أن تهمة “الإرهاب” أصبح من السهل إطلاقها على آلاف التونسيين في ليبيا الذين قدموا بحثا عن لقمة العيش في هذا البلد الجار الذي أصبحت فريسة للفوضى الأمنية

ليس في القنافذ أملس

وراء عملية استهداف التونسيين في ليبيا اليوم، هناك اعتقاد بأنه “ليس في القنافذ أملس”، ما يجعل بعض الليبيين يضعون كل التونسيين في سلة واحدة، فيخلطون من تلطخت أيديه بالدماء وعبر الحدود من أجل الالتحاق بصفوف الجماعات المتطرفة، ومن اضطرته قلة ذات اليد إلى البحث عن فرصة عمل في الطرف الآخر من الحدود الشرقية لبلاده.

في هذا الإطار، أطلقت دعوات تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي تحث الليبيين على طرد التونسيين القاطنين في بلادهم، وهو ما رأى فيه الموقع التونسي محاولة من البعض جعل التونسيين كبش فداء لما تعيشه ليبيا من فوضى أمنية.

ولم تتوانى ميليشيات ومجموعة مسلحة عن استهداف التونسيين في ليبيا من خلال القيام بعمليات توقيف تعسفية في حقهم في الشارع واقتيادهم نحو مراكز الاعتقال حيث يتعرض الأجانب للتعذيب ولمختلف أنواع الانتهاكات حسب ما تؤكده المنظمات الدولية لحقوق الإنسان.

بل إن البعض يتم تصويرهم بالهواتف النقالة في وضعيات مخلة، يضيف الموقع التونسي، بعد أن يتم إخضاعم لشتى صنوف التنكيل، حيث يتم نشر هاته الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بجمل تتهم الضحايا بالتورط في أعمال غير شرعية.

وأضاف موقع “تونس الرقمية” في نسخته الفرنسية أن عدد التونسيين القابعين وراء القضبان في ليبيا في ظروف سيئة بلغ عددهم 500 شخص.

حينما تتبع السلطات الموجة

ما يؤسف له أكثر في نظر الموقع التونسي هو أن تركب السلطات الليبية المحسوبة على معسكر طبرق الموجة من خلال مطالبة نظيرتها في تونس بتوقيف التونسيين الذين يأتون إلى ليبيا من أجل زرع بذور الفتنة والعنف وانعدام الأمن، معتبرا أن سلطات طبرق تستمد مشروعية اتهامات من الحقيقة المرة لوجود آلاف التونسيين خارج البلاد ضمن الجماعات المسلحة.

غير أن الموقع دعا إلى غربلة الأشياء بخصوص ما يدور من اتهامات لتونس وأبناءها في هذا المجال، حيث ذكر بكون “داعش” لا تتوفر على قاعدة حقيقية في تونس ولكن على خلايا نائمة تضم متعاطفين معها، وهي التي تشكل الخطر كما أثبت ذلك الهجمات التي تم شنها في قلب تونس سواء في سوسة أو العاصمة بعد هجومي “باردو” وحافلة الأمن الرئاسي.

بالإضافة إلى هاته الخلايا، هناك المجموعات المسلحة المتحصنة في أعالي الجبال، وبالتالي لا توجد أي مصادر تمويل تونسية موضوع رهن إشارة التنظيم.

تواطؤ محلي ليبي

ويرى الموقع أن المجندين التونسيين الذي يعبرون الحدود إلى ليبيا يذهبون هناك بناء على دعوة من قادة ليبيين يوفرون لهم المأوى والطعام والموارد المالية واللوجستية من أجل تدريبهم على شن عمليات عنف.

واستشهد الموقع بوجود مجموعة من الليبيين من بين مجندين تم توقيف مؤخرا بالعاصمة الليبية طرابلس، ما يشكل في نظرها دليلا على كون أبناء البلد متورطون بدورهم في “الإرهاب”.

من جانب آخر، انتقد الموقع ما قال إنه محاولة بعض الليبيين توظيف الغارة الأمريكية من أجل تقديم التونسيين في ليبيا ككبش فداء، متناسين كون 2,5 مليون ليبي يعيشون فوق التراب التونسي حيث يتم احترام حقوقهم.

إقرأ أيضاوزير الدفاع الفرنسي: اتحاد قوات طرابلس وطبرق سيسلب “داعش” وزنه

اقرأ أيضا

تونس

تونس.. تساؤلات بشأن مصير أحزاب معارضة في ظل سجن قادتها

يقبع عدد من زعماء الأحزاب السياسية المعارضة في تونس في السجن، وبعضهم يواجه تهما خطيرة أبرزها "التآمر على أمن الدولة" وهو ما يثير الكثير من الأسئلة والتكهنات في الأوساط التونسية بشأن مصير هذه الأحزاب في ظل غياب "ربّانها".

Tunis

تونس.. مقترح قانون يتعلق بهجرة الأدمغة يثير جدلا واسعا

يثير مقترح قانون يتعلق بالحد من هجرة الكفاءات التونسية أو ما بات يطلق عليه بظاهرة "هجرة الأدمغة" جدلا واسعا في تونس حيث يفرض على من يريد مغادرة البلاد للعمل في الخارج من مهندسين وأطباء

مهاجرون أفارقة في تونس

تونس.. تصاعد ملحوظ في عمليات اعتقال المهاجرين غير الشرعيين

شهدت الأسابيع القليلة الماضية تصاعدًا ملحوظًا في عمليات اعتقال المهاجرين الذين ليست لديهم أوراق إقامة في الشوارع التونسية. بعد اعتقالهم، يُحكم على هؤلاء المهاجرين بتهمة "الإقامة غير الشرعية"،

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *