من زنزانته بسجن ألاك جنوب موريتانيا، أطل الناشط الموريتاني بيرام ولد اعبيدي على القراء عبر موقع مجلة “جون أفريك” الفرنكفونية المعروفة.
قبل عام من الآن، اعتقل ولد اعبيدي بمعية رفقاء له في حركة “مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية” المعروفة باسم “إيرا“، لأنه كان يقود حملة توعية لمناهضة العبودية حسب قوله.
ولد اعبيدي كتب يقول إن عائلات بأسرها في موريتانيا ما تزال في ملكية أسيادها، بحيث تجد نفسها مجبرة على خدمتهم طيلة حياتهم.
العبودية ما تزال مستمرة، يؤكد الناشط الحقوقي، مضيفا أن عددا من أبناء العبيد مجبرون على العمل في أراض فلاحية دون أن تكون لهم أي حقوق أو يكون لهم نصيب في المحاصيل.
ويرسم بيرام ولد اعبيدي صورة قاتمة لوضعية الرق في موريتانيا، التي تصر السلطات على تأكيد على أن مظاهرها اختفت.
إقرأ أيضا: موريتانيا – هل ينجح الفن في القضاء على العبودية؟
في هذه الأثناء، يستمر الاضطهاد والعنصرية الممارسين ضد “الحراطين”، أبناء العرقية السوداء من سلالة العبيد، يؤكد ولد اعبيدي، ويتواصل قمع النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان.
“جريمتي هي أنني أناضل ضد العبودية”، يقول ولد اعبيدي، مضيفا أن الممارسات على أرض الواقع تتعارض مع القوانين التي تبنتها السلطات الموريتانية لتجريم الرق، حيث تواصل الدولة اعتقال النشطاء.
فضلا عن ذلك، تستمر مختلف مظاهر العبودية بكل أشكالها، القديمة والحديثة، وكذا العنصرية والتمييز في حق أبناء البشرة السوداء وأيضا التعذيب والاختفاء القسري والاعتقال السري والقمع بسبب الرأي أو التجمع أو المعتقد.
القوانين التي سنتها الدولة تظل من دون معنى، يؤكد الناشط في حركة “إيرا”، ما لم يتم تطبيقها ويستفد منها النساء والرجال الذين يقع عليهم الظلم.
“تحرر وانعتاق الحراطين والمجموعات الاجتماعية من ضحايا التمييز في موريتانيا هي بالنسبة لنا خطوة ضرورية من أجل موريتانيا تضع الحرية والكرامة الإنسانية في قلب مشروع بناء أمة قوية وموحدة”، يقول ولد اعبيدي.
الناشط في “مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية” دعا كل الدول التي تحترم حرية التعبير وكل المدافعين عن حقوق الإنسان إلى تقديم دعمهم من أجل أن يعيش كل الموريتانيين في بلد يسود في العدل والتسامح والاحترام.
يذكر أن منظمة العفو الدولية أطلقت حملة من أجل المطالبة بإطلاق سراح بيرام ولد اعبيدي ورفاقه في حركة “إيرا”.