تقديم
كتب ديفورك (Dufourcq)([1]) الذي تمرس طويلاً على البحث في تاريخ العلاقات المغربية الأوربية أن من راقب قناة الأندلس، كان بإمكانه أن يتحكم بسهولة في مضيق جبل طارق. ونظراً للأهمية التجارية والاستراتيجية لهذا الفضاء المائي، فإن الدول والممالك المطلة عليه، سواء أكانت إسلامية أم مسيحية، دخلت في صراعات واصطدامات، وأحياناً في تحالفات لا تخضع دائماً لمنطق التضاد بين دار الإسلام ودار الكفر، وذلك بغية مرقبة هذا الفضاء الذي يسميه بروديل ومن بعده ديفورك “بقناة المانش المتوسطي”([2]).
لقد راهن المغاربة على تأكيد حضورهم بهذه “القناة” في الفترة الممتدة من 674 إلى 674 ﻫ/ 1276-1341 م. وقبل الوقوف عند أهم محطات هذا الحضور، يجدر بنا أن نشير إلى ما تمثله السنتان المؤطرتان لهذه الفترة من دلالات تاريخية، ثم نرصد أهم المتغيرات التي طرأت على الاهتمام المغربي بمضيق جبل طارق آنذاك.
I – أرضية تاريخية عامة عن الحضور المغربي بمضيق طارق ما بين 674و 741ﻫ
إن سنة 674 ﻫ تصادف أول انتصار للمسلمين على المسيحيين بالأندلس بعد هزيمة العقاب 609 ﻫ. فمنذ هذه السنة «لم تنتشر بها للمسلمين راية حتى جاءت راية أمير المسلمين يعقوب المنصور، وكان أهل الأندلس قد خامرهم خوف الروم وامتلأت قلوبهم رعباً»([3]). أما سنة 741 ﻫ/ 1341 م فإنها ترتبط بهزيمة المغاربة في معركة طريف (ريودي سالدو) التي نعتقد أنها وقعت على البدايات الأولى لزوال المسلمين من الأندلس، وشكلت منعطفاً حاسماً في تاريخ العلاقات المغربية الأوربية بالحوض الغربي للبحر المتوسط.
ما بين سنتي 674 و741 ﻫ، حاول المرينيون أن يعيدوا تكرار التجربة الموحدية والمرابطية في الحضور المغربي بالأندلس، وبالتالي في مراقبة مضيق جبل طارق. لقد جاء الاهتمام المغربي بالمضيق من خلال ثلاثة مسالك، وهي الجوازات إلى الأندلس والمبادلات التجارية، ثم العمليات البحرية المتبادلة بين المغاربة وغيرهم من المسيحيين بالمنطقة. غير أن أهم مسلك جسد الحضور المغربي بالمضيق جاء عن طريق الجوازات إلى الأندلس برسم الجهاد بها.
إن مساهمة المرينيين في صنع بعض أحداث المضيق خلال الفترة المشار إليها آنفاً، تزامنت عموماً مع مرحلة انقلبت فيها موازين القوى بالبحر المتوسط الغربي لصالح المسيحيين منذ معركة العقاب. هذه المعركة التي قال عنها ابن عذاري بأنها «كانت السبب في هلاك الأندلس»([4]). لهذا يبدو من الصعب رصد مظاهر الحضور المغربي بالمضيق دون تقديم العناصر المستجدة بالأندلس، وبالخريطة السياسية للمنطقة بصفة عامة. ويمكن بسط هذه المستجدات من خلال ما يلي:
– لقد تتالت الهزائم على المسلمين بالأندلس بعد هزيمة العقاب، إذ فقدوا قرطبة سنة 636 ﻫ، وجيان 644 ﻫ، وإشبيلية 646 ﻫ. كما استولى القشتاليون على كثير من المراكز، وساهموا في إنشاء مملكة غرناطة كدولة تابعة لهم، بعد أن حصروا نفوذها في غرناطة والمناطق المجاورة لها. ولم يعد المغرب الأقصى قادراً على تهديد الممالك المسيحية بالأندلس، بل إنه أصبح مهدداً في عقر داره لما نجح القشتاليون، ولو لمدة قصيرة، في السيطرة على سلا سنة 658 ﻫ/ 1260 م([5]).
– لعل من الأمور التي عرقلت التجربة المرينية بالأندلس أنها لم تكن ممثلة بوجود ولاة تابعين مباشرة لحكم فاس، وذلك على عكس ما كان عليه الحال في العصر الموحدي، بل إن الحضور المريني بالأندلس كان يمر عبر جيش الغزاة الذي دخل في اللعبة السياسية القائمة آنذاك بين المرينيين وبني الأحمر([6]). وكان المرينيون يسارعون إلى العودة نحو المغرب الأقصى حتى وإن حققوا مكاسب مهمة بالأندلس. فبعد الجواز الأول لأبي يوسف يعقوب وانتصاره على الجيوش المسيحية، ظل جنود بني مرين طيلة الشتاء بالأندلس ودب القنط بين صفوفهم «من المقام في الأندلس وتشوقوا إلى أولادهم وديارهم»([7]).
– تشرذمت الخريطة السياسية ببلاد المغرب عقب سقوط الإمبراطورية الموحدية إلى كيانات تبادلت العداء فيما بينها في مختلف المراحل. هكذا وجد بنو مرين صعوبات في دعم الحضور الإسلامي بالأندلس والاستمرار فيه بدون تأمين ظهورهم ببلاد لمغرب. فالسلطان أبو يوسف يعقوب لم يدخل في جوازه الأول إلا بعد أن بعث بحفيده تاشفين إلى يغمراسن سلطان بني عبد الواد «يطلبه في الصلح والألفة واجتماع الكلمة لكي يجوز إلى الأندلس آمن الروعة من بلاده»([8]). وقد حدث أن قطعت الجيوش المرينية جوازاتها إلى الأندلس نظراً للتحرشات الزيانية.
– اتسم موقف النصريين إزاء الحضور المريني بالأندلس بالتذبذب، إذ تحالفوا أحياناً مع القشتاليين، وأحياناً أخرى مع الأراغونيين، كما أنهم وقفوا إلى جانب بني عبد الواد في بعض صراعاتهم مع بني مرين. لهذا كله لم تكن مامورية المرينيين سهلة في تأكيد الوجود الإسلامي بالأندلس، ومن خلالها بالمضيق.
– ثمة مشكل بنيوي قلل من فرص الحضور المريني بالأندلس وبالمضيق، ويتمثل في ضعف الأسطول البحري. ففي العصر الموحدي بادر عبد المومن إلى إنشاء أسطول قوامه 200 قطعة، وقد عاين ابن صاحب الصلاة 120 منها بمصب نهر سبو([9]). وبلغ الأسطول الموحدي قوته مع الخليفتين يوسف ويعقوب المنصور، حتى أن صلاح الدين الأيوبي استنجد بالأسطول الموحدي. لكن منذ هزيمة العقاب، تراجع الأسطول المغربي، وبرزت أساطيل الممالك المسيحية، وخاصة منها أساطيل الجمهوريات البحرية الإيطالية (جنوة وبيزة والبندقية) وأراغون. ورغم محاولة المرينيين إعادة بناء الأسطول، وخاصة على عهد أبي الحسن، الذي تذهب بعض الروايات إلى أن قطعه آنذاك بلغت عدد 600، فإنه لم يعد قادراً على مجاراة الأساطيل المسيحية. إن مما له دلالته عن ضعف الأسطول المريني أن سيطرة المرينيين على سبتة سنة 674 ﻫ، وطرد النصريين منها سنة 709 ﻫ، تَمَّ بمساعدة السفن الأراغونية([10]).
– وباستحضار هذه الحيثيات، يتبين أن الشروط التاريخية لم تكن مساعدة للمرينيين على تكريس الحضور الإسلامي بالأندلس وبالمضيق. غير أن ذلك لم يمنعهم من المساهمة في صنع بعض أحداث المضيق، وفي تقديم الإمدادات للمسلمين بالأندلس، وبفضلهم تأخرت كارثة سقوطها إلى نحو قرنين من الزمن([11]). فما هي أهم محطات ومظاهر الحضور المريني بالمضيق ما بين 674 و741 ﻫ؟
II – بعض محطات ومظاهر الحضور المغربي بالمضيق ما بين 674 و741 ﻫ
سبقت الإشارة إلى أن الجوازات إلى الأندلس شكلت أهم مسلك للحضور المغربي بالمضيق. ففي خضم الصراع بين المغاربة والمسيحيين، تركزت الاصطدامات بالمراسي الأندلسية المطلة على البحر المتوسط، ونخص بالذكر طريف وجبل طارق والجزيرة الخضراء باعتبارها أهم بوابات الأندلس.
لعل أشهر الجوازات المرينية إلى الأندلس وأكثرها عدداً ترتبط بعهد السلطان أبي يوسف يعقوب الذي كان أبدى رغبة مبكرة إلى الجهاد، والمرينيون ما زالوا في طور الحركة على عهد أبي يحي أبي بكر. لن نقف عند إحداث الجواز الأول – انسجاماً مع سياق الموضوع – الذي تَمّ سنة 674 ﻫ/ 1276 م. ونكتفي بالتأكيد على أنه كان أول انتصار للمسلمين بالأندلس بعد هزيمة العقاب، إذ أعاد الثقة للمسلمين في قوتهم. وقد أثبت المغاربة لمملكة أراغون وقشتالة بأنهم قادرون على تهديدهما بالأندلس وبالمضيق([12]). ومن أهم تداعيات هذا الجواز المريني بالمضيق أنه عرف حركة دائبة للجيوش المغربية بعد غياب جاوز النصف قرن، وتجلى ذلك في استعادة طريف لحركتها الإسلامية بعد نزول الجيوش المغربية بها لمدة ثلاثة أيام. كما عرف الجواز تلاحماً للأسطول المريني بالأسطول العزفي، إذ جهز أبو القاسم العزفي عشرين قطعة بقصر المجاز، وتمكن المغاربة بفعل الجواز نفسه من إحكام سيطرتهم على مالقة والجزيرة الخضراء([13]). وقد ساعد بني مرين على تحقيق انتصارهم في جوازهم الأول بالأندلس انشغال مملكة أراغون بمشكلة صقلية وبثورة بلنسية، الشيء الذي دفع ملك أراغون بيير الثالث (الذي خلف جاك الغازي) إلى أن يكرس كل جهوده لتحقيق الهدنة مع المرينيين وباقي قوى المنطقة للتفرغ للمشكلتين المذكورتين([14]). غير أن هذا لم يمنع هذا الملك من التحرك من أجل منع كل تحالف أو تعاون بين المغاربة ومسلمي بلنسية. ففي غشت 1277 جهز أسطولاً بقيادة دي كرلت (Pere de Queralt) للهجوم على سواحل بلنسية وحصاره، ومتابعة كل مركب مغربي بمياه المضيق وإرغامه على الرجوع إلى المغرب، ومنعه بالتالي من تقديم الإمدادات لمسلمي بلنسية([15]).
واستمر الأسطول الأراغوني في مناوشة المغاربة بالمضيق، إذ إن دي كرلت المذكور، هاجم ميناء الجزيرة الخضراء في 1 شتنبر 1277 باعتبارها أهم قاعدة للاستعدادات المرينية للتوغل في الأندلس([16]).
وتوافرت الظروف للمرينيين للقيام بجوازهم الثاني إلى الأندلس في 676 ﻫ/ 1277 م بعد استنجاد أبي محمد بن شقيلولة أمير مالقة بأبي يوسف، ودخول بني الأحمر في تحالف مع القشتاليين الذين حاصروا الجزيرة الخضراء. ومرة أخرى حضر الأسطول العزفي في هذا الجواز بمساهمته ب 45 قطعة، وقد تمكن المرينيون من تهديد المسيحيين بمعاقلهم، إذ سقطت بعض الحصون بيد المغاربة مثل حصن جليانة. ولعل من أهم نتائج الجوازين اللذين قام بها بنو مرين، أنهما سمحا بتدفق غنائم كثيرة على المدن الساحلية الخاضعة لهم، وخاصة منها الجزيرة الخضراء التي كان يعود إليها السلطان بعد نهاية المعارك.
لقد ظهر بنو مرين من خلال الجوازين السابقين الطرف الأكثر تأهيلاً لمساندة المسلمين بالأندلس، ولتهديد الممالك المسيحية بها. وعلى الرغم من صور المبالغة التي تنطوي عليها روايات القرطاس والذخيرة السنية – باعتبارهما من المصادر الرسمية للدولة المرينية – عن انتصارات المرينيين بالأندلس، فإن كل مبالغة تحمل دلالة معينة، وهي هنا تدل على أن الممالك المسيحية اضطرت إلى أن تحسب للقوة المرينية حسابها، وتعمل على إضعافها بالأندلس وبالمضيق. بل إنها لاحقت السفن المغربية لإجبارها على التراجع إلى العدوة المغربية. ومن العمليات الدالة على ذلك أن الأميرال الأراغوني لانسيا (Conrad Lancia) هدد في نهاية صيف 1279 سواحل سبتة، وكانت الحصيلة إلقاء الأراغونيين القبض على مركبين مغربيين وإغراقهم لمركب آخر، بينما لاذت سبعة مراكب مغربية بالفرار([17]).
وقد استغل أبو يوسف يعقوب الانشقاقات داخل الحكم القشتالي للتدخل بالأندلس. وذلك ما حدث في سنة 681 ﻫ لمساندة ألفونس العاشر ضد ابنه الثائر دون سانشو. ومن أهم المكاسب المحققة عقب الجواز المريني الثالث بالأندلس سيطرة المرينيين على عدة حصون مجاورة لمالقة مثل حصن قرصة وذكوان وسهيل([18]). وأخيراً جاز المرينيون إلى الأندلس في عهد أبي يوسف سنة 684 ﻫ/ 1285 م بفعل سوء التفاهم بين دون سانشو وأبي يوسف. وقد وصلت الجيوش المرينية بعد هذا الجواز إلى إشبيلية. وخلال هذا الفصل من المواجهات المرينية القشتالية، كان المضيق إحدى مواضع الاصطدام بين الطرفين. فلما كان المرينيون يحاصرون شريش، بادر سانشو إلى حصار المضيق لمنع المغاربة من العودة إلى العدوة المغربية. غير أن الإمدادات وصلت إلى الجيوش المغربية من الجزيرة والمنكب وطريف، مما أجبر القشتاليين على التراجع عن المضيق، وعرض معاهدة هدنة على السلطان المريني بالجزيرة الخضراء.
لقد كان الصراع على المضيق جزءاً من الصراع المريني المسيحي على الأندلس، لهذا خفت المواجهة بين الطرفين بالمضيق بعد الجواز الرابع لأبي يوسف إلى الأندلس.
وساهم في التخفيف من تلك المواجهة انشغال كل طرف بمشاكله الذاتية. فقد حوّل المرينيون اهتماماتهم نحو بلاد المغرب، بينما انهمكت أراغون في عهد ملكها الجديد ألفونس الثالث (1285-1291 م) بمشكلة صقلية التي أصبحت تحت حكم أخيه جاك، زيادة على أن الملك الجديد كان يرنو إلى الحد من مطامع القشتاليين بإسبانيا([19]). وعلى هذا الأساس فإن مرحلة حكم هذا الملك كانت مرحلة هدوء في العلاقات المغربية الأراغونية، وبالتالي قلت المواجهات المغربية المسيحية بالمضيق آنذاك.
ومما يؤشر على مرور العلاقات المغربية الأراغونية بمرحلة هدوء وتقارب، أن ملك أراغون لما علم بوفاة السلطان المريني أبي يوسف يعقوب، بعث إلى السلطان الجديد بفاس بسفارة يرأسها (Deu) واليهودي ابراهام (Abraham Abengalell) للتوقيع على معاهدة هدنة مع المرينيين في يناير 1287 م. وقد نصت المعاهدة على عدة بنود، ولعل أهم بند ينسجم مع موضوع هذه الدراسة، ذلك الذي ينص على تقديم ملك أراغون خمسة مراكب للسلطان المريني، كلما دعت الحاجة إلى ذلك، كما أمكن له أن يطالب مملكة أراغون بمراكب أخرى، وببحاريها، على أن يدفع لهم أجورهم، بينما التزمت السلطة المرينية بتزويد أراغون بخمسمائة فارس([20])، ولا شك في أن هذا البند يفصح عن مشكلة ضعف الأسطول المريني. ودائماً في سياق التقارب الأراغوني المريني اقترح ألفونسو الثالث على السلطان المريني مساعدة لغزو إفريقية. ومن الواضح أنه كان يطمح إلى تحويل أنظار المرينيين عن الأندلس باتجاه بلاد المغرب، كما أن الملك الأراغوني كان يهدف من ذلك إلى منع أي تحالف بين المرينيين والقشتاليين([21]).
إن قبول السلطان المريني بالمعاهدة يعبر عن انشغالاته الكبرى ببلاد المغرب، ثم برغبته في الحفاظ على الوضع القائم بالأندلس. وهذا ما ساهم بدوره في ضعف الاصطدامات المغربية الأراغونية بالمضيق خلال تلك الفترة. على أن ذلك لم يثن السلطان المريني عن استغلال الانشقاق بين الممالك المسيحية الإسبانية. فبعد معاهدته مع أراغون، بادر في سنة 1288 م إلى توقيع معاهدة مع قشتالة، وقد تدفقت أعداد الجنود المرتزقة من قشتالة إلى المغرب عقب هذه المعاهدة([22]).
لكن الوضعية تغيرت بالمضيق لما توترت العلاقات من جديد بين قشتالة والمغرب سنة 690 ﻫ، وقام المرينيون بالجواز إلى الأندلس، ولما سمع سانشو بخبر ذلك «عمر الأجفان وبعثهم إلى الزقاق فَنَزَلُوا به»([23]). وقد شجع الملك القشتالي على مواجهة المغاربة استقطابه للطرف الغرناطي، إذ تحالف بنو الأحمر مع سانشو على أن «ينازل بلدة طريف حتى يملكها ليقطع جواز أمير المسلمين يوسف إلى الأندلس»([24]). كما أن مملكة أراغون نقضت عهدها السابق تجاه المرينيين. فبعد وفاة ألفونس الثالث وصل أخوه جاك ملك صقلية إلى الحكم بمملكة أراغون. وقد كان هذا الملك مقتنعاً بأن تحقيق الإمبراطورية الكطلانية المتوسطية لن يتم ما لم ينتشر السلم بشبه الجزيرة الإيبيرية، وذلك يجب أن يمر عبر التحالف مع قشتالة([25]). لهذا بحث عن أي مبرر يمكنه من فسخ تحالفات أراغون السابقة مع المرينيين. وهكذا. ولما أعلن أبو يعقوب يوسف الحرب على قشتالة في ربيع 1291 م، بعث السلطان المريني بسفارة إلى ملك أراغون بقيادة محمد الحاج Haig والأمير عيسى بن إدريس لتذكيره ببنود معاهدة 1287 م المبرمة بين المغرب وأراغون. لكن في 27 غشت 1291 م كتب جاك الثاني رسالة إلى أبي يعقوب يوسف حملها المبعوثان المرينيان السالفان بالذكر، يشكو فيها عملية قرصنة تعرض لها أحد التجار البرشلونيين بالجزيرة الخضراء في سنة 1285 م (أي قبل ست سنوات) ([26]). مما يعني أن جاك الثاني كان عازماً على التملص من تحالفات مملكته السابقة مع المرينيين. وقد توضح موقفه بتوقيعه مع ملك قشتالة سانشو IV معاهدة مونتيغدو Monteagado في دجنبر 1291، والتي نصت ضمن ما نصت عليه، على أن يكون المغرب الأقصى منطقة امتداد للنفوذ القشتالي، بينما يدخل باقي بلاد المغرب شرق ملوية تحت النفوذ الأراغوني. ولا شك في أن هذا التقسيم أملته طبيعة أطماع كل طرف بالمنطقة، فقد كان ملك أراغون يرنو إلى التحكم في مجال حيوي لضمان سيطرته على صقلية، بينما كان الملك القشتالي يهدف إلى الاستمرار في حرب الاسترداد ضد المغاربة. وقد التزم ملك أراغون فعلاً، بتقديم عشرين مركباً لملك قشتالة في حالة دخول بلاده في حرب ضد المغاربة([27]).
وعلى ضوء معاهدة مونتيغدو، دخلت قشتالة في تحقيق مشروعها بالمنطقة. وتبلور ذلك في هجوم القشتاليين على طريف “مفتاح إسبانيا” كمنا تسميها حوليات سانشو IV، وساهم في الهجوم عليها النصريون والكطلانيون تحت قيادة الأسطول الجنوي الذي قاده زكرياء (Benedetto Zaccaria). وقد تمثلت المساهمة الجنوية في 12 شينيا، وعلى نفس العدد من الشواني المرينية استولى بندتو زكرياء بعد هذا الهجوم([28]). هكذا يبدو أن المرينيين كانوا في مواجهة تحالف دولي، خاصة وأن بني عبد الواد انضموا إليه، الشيء الذي أفضى إلى سقوط طريف بيد القشتاليين في شوال 691 ﻫ/ أكتوبر 1292 م([29]). أما ابن الأحمر الذي كان يطمع في استرجاع طريف، فإنه لم يتسلمها من القشتاليين، بل إن سانشو استولى على ستة حصون كانت بيد بني الأحمر، وقد كتب الناصري في تعليق عن ذلك بأنه «خرج من يده الجميع ولم يحصل على طائل، فكانت حاله كحال صاحب النعامة المضروب بها المثل عند العرب»([30]). وهذا ما جعله يبادر إلى مراجعة موقفه وطلب التحالف من جديد مع المرينيين. وقد وصل السلطان النصري شخصياً إلى طنجة، حيث قابله السلطان المريني في احتفال كبير في ذي القعدة 692 ﻫ. وجرى الاتفاق على أن يسلم بنو الأحمر الجزيرة ورندة الغربية وعشرين حصناً من ثغور الأندلس إلى بني مرين، مقابل مساعدة هؤلاء لهم باسترجاع طريف([31]). غير أن المدينة امتنعت على الجيوش المرينية النصرية بعد محاصرتها، وكان التدخل المريني بالأندلس مناسبة للمغاربة لتهديد المراكب المسيحية بقناة “المانش المتوسطي”. ففي 3 يونيو 1293 م، علم جاك الثاني ملك أراغون بتجمع خمسة مراكب مغربية بسواحل ألكنت Alicante، فبادر إلى وضع أسطوله في حالة تأهب بميورقة ومنورقة وإبيزا([32]).
ونقض بنو الأحمر مرة أخرى عهودهم تجاه المرينيين، إذ تحالف محمد المعروف بالمخلوع مع هراندة بن سانشو ملك قشتالة، بل أوعز السلطان النصري لابن عمه أبي سعيد فرج صاحب مالقة بالاستيلاء على سبتة، حيث تقبض على بني العزفي سنة 703 ﻫ([33]). ودامت سيطرة بني الأحمر على سبتة ست سنوات، وأصبحوا حوالي 1309 م سادة المضيق بعد مراقبتهم لسبتة والجزيرة وجبل الفتح ومالقة وألمرية([34]).
لقد عول المرينيون مرة أخرى على المساعدة البحرية الأراغونية لاسترجاع سبتة من بني الأحمر. ففي 3 ماي 1309 م، بعث جاك الثاني سفيره (De Castellnou) إلى السلطان المريني أبي الربيع، ووعده بدعمه ب 16 مركباً لحصار سبتة، والتي وصلت إلى المضيق في 12 ماي من السنة نفسها([35]). وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاق الأراغوني المريني غائب ذكره بالمصادر العربية، شأنه في ذلك شأن الاتفاق بين الطرفين سنة 1274 م الذي سمح للمرينيين بدخول سبتة بفعل المساهمة البحرية الأراغونية. والواقع أن مساعدة أراغون لبني مرين لاسترجاع سبتة من بني الأحمر لم يكن عملاً بريئاً. فقد كانت أراغون تهدف إلى منع النصريين من السيطرة على ضفتي المضيق، على اعتبار أنهم كانوا يتحكمون في سبتة، والجزيرة الخضراء، وجبل الفتح، ومالقة، وألمرية، وهذا يعني أن مصالح فاس وبرشلونة كانت متقاطعة آنذاك على المستوى الاستراتيجي والتجاري([36]). ويكشف التقارب الأراغوني المريني عن حدة مشكلة نقص الأسطول البحري لدى بني مرين، كما يؤكد حقيقة شبه ثابتة في تاريخ سبتة، وهي أن حصارها ودخولها، كان يتأتى دائماً عن طريق البحر، وليس عن طريق البر.
ومباشرة بعد هذا التقارب بين أراغون والمغرب المريني، عزز الطرفان علاقتهما بالتوقيع على معاهدة هدنة وتجارة بفاس في يوليوز 1309 م([37]). غير أن الرواية الإسبانية تذهب إلى أن أبا الربيع لم يلتزم ببنود المعاهدة، ما أدى إلى توتر العلاقات المغربية الأراغونية، وتجلى ذلك في ملاحقة الأراغونيين للمغاربة في المضيق. ففي أكتوبر 1309 م هاجم الأميرال الأراغوني (Bellvehi) عدة مراكب مغربية بمياه مالقة، وفي دجنبر من السنة نفسها، عرقل هذا الأميرال سير عدة مراكب مغربية بالمضيق، كانت متجهة إلى الدولة النصرية لتدعيمها بألف من الفرسان المغاربة([38]).
لقد أصبح المغرب في عهد أبي الربيع مصدر تهديد للمسيحيين بالأندلس، وبالمضيق، خاصة وأن بني الأحمر بعد خروجهم من سبتة، عرضوا السلم والتحالف على أبي الربيع، وتبرع ابن الأحمر «بالنُّزُول عن الجزيرة ورندة وحصونها، ترغيباً للسلطان أبي الربيع في الجهاد، فقبل منه ذلك»([39]). لهذا بادرت قشتالة في شخص ملكها فردناند IV في 23 يوليوز 1310 م، إلى إرسال رسالة إلى الملك الأراغوني جاك الثاني، يحثه فيها على ضرورة التحرك لمراقبة المضيق، ومنع المغاربة من التدخل في الأندلس([40]).
وأبدى السلطان أبو سعيد اهتماماً بالشؤون الأندلسية وبالمضيق في بداية عهده، وتجلى ذلك في تعيين ابنه عثمان للسهر على إنشاء الأجفان “لغزو العدو”، وخاصة بدار الصناعة بسلا. كما عين أخاه أبا البقاء يعيش والياً على الجزيرة الخضراء([41]). ويستفاد من روايات ابن أبي زرع المعاصرة لهذا السلطان، أنه كان منهمكاً أكثر ببناء مؤسسات الدولة وبعملية التشييد والعمران. وباستحضار هذا المعطى، والمعطى الآخر المتمثل في تذبذب مواقف حكام غرناطة، قد نستوعب مبادرته إلى تسليم الجزيرة الخضراء في سنة 710 ﻫ/ 1312 م للنصريين. والظاهر أن هذا ما يفسر ضعف التدخلات المرينية الرسمية بالأندلس وبالمضيق في عهد السلطان أبي سعيد، وبروز المبادرات الخاصة للبحارة المغاربة لمناوشة المسيحيين بهذه المناطق. فقد وجد عدد مهم من الأسرى الأراغونيين بالمغرب سنة 1313 م بفعل العمليات البحرية التي كان المغاربة يقومون بها، وقد تمكن تاجران برشلونيان خلال هذه السنة من افتداء أسر 236 مسيحياً بمراكش([42]). وفي سنة 1316 م تدخل الأسطول العزفي بالمضيق ونزل بجبل الفتح، ودخل ربضه، وفي السنة نفسها، واجه يحي العزفي سفناً قشتالية ببحر الزقاق، وقتل قائد الأسطول القشتالي المسمى جزماق([43]). وفي سنة 1319 م، هاجمت سفن عزفية سفناً كطلانية بالمضيق، وأجبرتها على التراجع إلى مياه البليار وروسيون([44]).
وبما أن المغرب الأقصى ظل مصدر قلق للمسيحيين بالأندلس وبالمضيق، فإن سانشو بادر إلى اقتراح مشروع مسيحي على جاك الثاني لحصاره في سنة 1314 م([45]). وبموازاة مع هذا الاقتراح، قام القشتاليون والأراغونيون بمهاجمة المراكب المغربية بالمضيق، وفي سنة 1322 م هاجم الأراغوني (Guillem) مراكب سبتية، وألقى القبض على عدة بحارة من سبتة، ومقابل افتدائهم، حصلت أراغون على مبلغ 80 ألف فلساً. وفي سنة 1325 م، هاجم القشتاليون بقيادة الأميرال تنريو (Jofre Tenorio) مراكب غرناطية بمياه ألمرية ومالقة، وكانت من ضمنها مراكب من طنجة([46]).
ولم يتغير موقف أراغون من الحضور المغربي بالأندلس، وبالمضيق بعد وفاة ملكها جاك الثاني سنة 1327 م. فعلى الرغم من أن الملك الجديد ألفونس IV كرس معظم جهوده لحل مشكلة السيطرة الأراغونية على ساردينيا، فإن دي ساريا (Bernat De Sarria) أحد خدامه، أقنع الملك الشاب سنة 1328 م، بأن تدخل أراغون في المضيق ضرورة حيوية لها، ويجب أن تتخذ العملية طابعاً استعجالياً. وقد عاودت المراكب الأراغونية مهاجمة المراكب المغربية فعلاً بالمضيق سنة 1330 م([47]).
وبوصول السلطان أبي الحسن إلى الحكم، وجد نفسه مجبراً على التدخل في الشؤون الأندلسية، وعلى تعزيز الحضور المغربي بالمضيق. فقد كان القشتاليون قد نجحوا منذ سنة 709 ﻫ في السيطرة على جبل الفتح، وانتقل السلطان النصري محمد السادس شخصياً إلى المغرب الأقصى، ليرغب أبا الحسن في الجهاد سنة 732 ﻫ/ 1331 م([48]). إن موافقة أبي الحسن المباشرة والسريعة على التدخل بالأندلس وبالمضيق، ترتبط بالاختيارات الجديدة التي تبناها هذا السلطان الذي كان يرنو لتأسيس “خلافة مرينية” بالغرب الإسلامي. ومن الإجراءات التي قام بها لتحقيق هذا الطموح، أنه اعتنى بإعادة بناء الأسطول المريني، وتقرب من البلاط الحفصي، ومن مملكة مالي، ومن المماليك بمصر، كما نجح في السيطرة على تلمسان. ونظراً لأن أوربا كانت تمر آنذاك بأزمة نقدية ناتجة عن نقص الذهب بها، عمل على مراقبة المضيق، وعلى التدخل بالأندلس، للاستفادة من التجارة بن السودان وأوربا([49]).
وكيفما كان الأمر، فقد تدخلت الجيوش المرينية بالأندلس، ونجحت في استرجاع جبل الفتح سنة 733 ﻫ/ 1333 م، بقيادة أبي مالك ابن السلطان أبي الحسن. غير أنه تدخل في مجال نفوذ القشتاليين، فلقي حتفه سنة 740 ﻫ([50]). ولعل من أهم الإجراءات التي أقدم عليها أبو الحسن بعد استرجاع جبل الفتح، تحصينه له وتسويره، وبناء أبراج وجامع به «حتى لا يطمع عدو في منازلته»([51]). ولما بلغ الخبر بمقتل أبي مالك، دعا أبو الحسن إلى الجهاد وجهز أسطولاً مكوناً من 100 قطعة، بزعامة محمد العزفي الذي نجح في إلحاق هزيمة بالجيوش القشتالية بالمضيق، وفي مقتل قائدها. والجدير بالإشارة إلى أن الجنويين ساهموا في تدعيم الأسطول القشتالي، وتتحدث الحوليات الجنوية – بألم – عن استيلاء المغاربة خلال هذه المعركة البحرية بالمضيق على 14 بطسة و28 شينيا، من بينها شيني كان في ملكية أحد الجنويين من أسرة أمبريالي Impériali([52]). مما شجع السلطان أبا الحسن على الانتقال إلى الأندلس على رأس أسطول جديد، مكون من ستين ألف جندي، فحاصر طريف في محرم 340 ﻫ/ 1341 م، لكن مقام المسلمين طال بمكانهم حول طريف، وكان ملك قشتالة قد جهز «أسطولاً آخر اعترض به الزقاق لقطع المرافق»([53]) عن المعسكر الإسلامي. كما دعم الأسطول القشتالي بقطع من الأسطول البرتغالي والجنوي، مما أسفر عن هزيمة المغاربة بريو دي سالدو Di Salado في سابع جمادى الثانية 741 ﻫ/ 28 مارس 1341 م. وتضيف الحوليات الجنوية بصدد هزيمة المرينيين في معركة طريف، أن الأسطول الجنوي سيطر على تسعة شواني كبيرة وثلاثة صغيرة للمسلمين، وأن المعركة دامت يوماً واحداً. وإذا كان هذا اليوم قد شهد «انتصاراً كبيراً للمسيحيين» حسب المصدر نفسه([54])، فإنه حسب صاحب “الاستقصا”، كان به «الخطب على الإسلام قلما فجع بمثله»([55]). وبعد هذه الهزيمة تراجع أبو الحسن إلى المغرب الأقصى، واقتنع بعدم التدخل في الأندلس والمضيق، وصب كل اهتماماته على بلاد المغرب. وهذا ما شجع ألفونس ملك قشتالة على السيطرة على الجزيرة سنة 743 ﻫ/ يوليوز 1342 م، فأصبح بذلك «سيد المضيق بدون منازع»([56]).
خاتمة
لا غرو أن تعتبر هزيمة طريف منعطفاً فاصلاً في تاريخ الحضور المغربي بالأندلس وبالمضيق، فقد حاول أبو عنان أن يتدخل بالمنطقة، غير أنه رغم الصورة التي تقدمها بعض المصادر المعاصرة له عن جهاده، مثل “رحلة ابن بطوطة” و”فيض العباب”، فلا يبدو أنه أضاف مكاسب حاسمة للحضور المغربي بالأندلس وبالمضيق. وعموماً فإن اختيارات أبي عنان جعلته يضع اهتماماته بالسودان وبلاد المغرب في المقام الأول، أما الشؤون الأندلسية، فكانت تأتي في مرتبة ثانوية ضمن اهتماماته([57]). وباستثناء ما قام به السلطان أبو فارس عبد العزيز، لما استرجع الجزيرة الخضراء سنة 770 ﻫ، ولو مؤقتاً، فإن المرينيين فيما بعد أبي عنان، لم يتمكنوا من تهديد الممالك المسيحية الأوربية بالأندلس وبالمضيق. وقد تأكد ضعف الحضور المغربي بهذه المنطقة بعد أن سقطت سبتة بيد البرتغاليين سنة 818 ﻫ/ 1415 م.
وعلى الرغم من أنه يصعب اتخاذ أحداث سياسية وعسكرية بعينها نهاية لعصر تاريخي، وبداية لعصر آخر بالنسبة للدول – لأن هذه الأحداث تفعل فعلها على المدى القصير -، فإن حدث سقوط سبتة، يبدو نتيجة حتمية لمرحلة طويلة اتسمت بتراجع المغرب بالحوض الغربي للمتوسط، ورجحان الكفة في موازين القوة لصالح الممالك المسيحية الأوربية بالمنطقة. وهذه المرحلة دشنت بهزيمة العقاب، واستمرت في هزيمة طريف، وتأكدت الهوة بين المغرب وباقي الممالك الأوربية لما سقطت سبتة، حيث غدا المغرب مهدداً في عقر داره وفي سواحله بصفة دائمة ومستمرة. أفلا يمكن أن نعتبر هذا الحدث نهاية للعصر الوسيط، وبداية للعصر الحديث في تاريخ المغرب، على الأقل من حيث علاقته بأوربا؟([58]).
مراجع
([1]) Dufourcq (Ch. E), L’Espagne Catalane et le Maghrib au 13e et 14e siècles, P.U.F., 1966, p. 343.
([2]) Braudel (F), La Méditerranée et le monde méditerranéen au temps de Philippe II, Paris, 1949, T. 1, p. 85; et Dufourcq, op. cit., pp. 26-27.
([3]) الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية، الرباط، 1972، ص. 144.
([4]) ابن عذاري، البيان المغرب، قسم الموحدين، ص. 236.
([5]) ابن أبي زرع، القرطاس، ص. 301.
([6]) حول هذا الموضوع، يمكن الرجوع إلى ابن خلدون، تاريخ العبر، ج 7؛ وإلى بعض كتب ابن الخطيب مثل: اللمحة البدرية، ص. 80؛ والإحاطة، ج 1، ص. 381؛ و ج 2، ص. 16؛ وج 4، ص. 321.
([7]) القرطاس، مصدر سابق، ص. 321.
([8]) الذخيرة السنية، مصدر سابق، ص. 145.
([9]) المن بالإمامة، ص. 214.
([10]) Dufourcq, op. cit., p. 164 et suivantes, p. 399 et suivantes.
([11]) محمد المنوني، ورقات عن الحضارة المغربية في عهد بني مرين، 1979، ص. 12.
([12]) Dufourcq, op. cit., p. 196.
([13]) القرطاس، مصدر سابق، ص. 313 وما بعدها.
([14]) Dufourcq, op. cit., p. 196-197.
([15]) Ibid., p. 198.
([16]) Ibidem.
([17]) Ibidem., p. 202.
([18]) القرطاس، مصدر سابق، ص. 338.
([19]) Dufourcq, op. cit., p. 208-209.
([20]) Ibid., p. 213.
([21]) Ibid., p. 214.
([22]) حول هذا الموضوع، يمكن الرجوع إلى مقالة صاحب هذه الدراسة: «الارتزاق المسيحي بالدولة المرينية»، ضمن ندوة الغرب الإسلامي والغرب المسيحي خلال القرون الوسطى، الرباط، 1995، ص. 117-136.
([23]) القرطاس، مصدر سابق، ص. 380.
([24]) المصدر نفسه والصفحة.
([25]) Dufourcq, op. cit., p. 219.
([26]) حول حيثيات هذا الموضوع، يرجع إلى: Alarcon Santon (R) et Garcia De Linares (R), Los documentos arabes diplomaticos del archivo de la Corona de Aragon, Madrid-Grenade, 1940. ،
([27]) Dufourcq, op. cit., p. 221.
([28]) Annali Genovesi di Caffaro e di suoi continuatori, traduction italiènne, Genova 1923-1941, T. 9, p. 77; Canale (M.G), Nuova istoria della republica di Genova, del suo commercio e della sua litteratura, Florence, 1860, T. 3, p. 197.
([29]) تتحدث الحوليات الجنوية عن تاريخ 2 ماي 1292.
([30]) الاستقصا، مصدر سابق، ج 3، ص. 72.
([31]) القرطاس، مصدر سابق، ص. 384؛ والعبر، مصدر سابق، ج 7.
([32]) Dufourcq, op. cit., p. 226.
([33]) لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، يمكن الرجوع إلى: Ferhat (H), Sabta des origines au 14e siècle, Rabat, 1994.
([34]) Dufourcq, op. cit., p. 394.
([35]) Ibid., p. 396.
([36]) Kably (M), Société, pouvoir et religion au Maroc à la fin du Moyen âge, Paris, 1986, p. 119.
([37]) حول بنود بعض هذه المعاهدة يرجع إلى: Alarcon, op. cit., p. 404.
وإلى مجلة الوثائق، منشورات القصر الملكي، العدد 1، ص. 308.
([38]) Dufourcq, op. cit., p. 404.
([39]) الاستقصا، مصدر سابق، ج 3، ص. 101.
([40]) Dufourcq, op. cit., p. 455.
([41]) القرطاس، مصدر سابق، ص. 398.
([42]) Verlinden (Ch), L’esclavage dans L’Europe médiévale, Bruges, 1955, T. 1, p. 611.
([43]) القرطاس، مصدر سابق، ص. 400.
([44]) Dufourcq, op. cit., p. 466.
([45]) Ibid., p. 468.
([46]) Ibidem.
([47]) Ibidem., p. 469.
([48]) Ariè (R), L’Espagne musulmane au temps des Nasrides (1232-1492), Paris, 1973, p. 77-80.
([49]) لمزيد من التفاصيل، يرجع إلى: Kably, op. cit., p. 128.
([50]) انظر: ابن خلدون، تاريخ العبر، مصدر سابق، ج 7، وابن مرزوق، المسند الصحيح، الجزائر، 1984، ص. 323-324.
([51]) أبو العباس المقري، نفح الطيب، ج 4.
([52]) Annali Genovesi, op. cit., T. 1, p. 34.
([53]) الناصري، الاستقصا، مصدر سابق، ج 3، ص. 136.
([54]) Annali Genovesi, op. cit., T. 10, p. 42.
([55]) الاستقصا، مصدر سابق، ج 3، ص. 137.
([56]) Kably, Société, op. cit., p. 130.
([57]) Ibid., p. 162.
([58]) يعتبر أحد الباحثين الغربيين سقوط سبتة 1415 م الحدث الأنسب لبداية التحول إلى العصر الحديث، عوض تاريخ سقوط القسطنطينية 1453 م. (انظر: De Caravaiho, La domination portugaise de 1414 à 1769, Lisbonne, 1936, p. 12.
مجلة “الطريق العربي”