من هم الأكراد؟
يتفق المؤرخون عموما على أن الأكراد لهم أصول إيرانية، يتوزعون على أكثر من خمسة آلاف كلم مربع منتشرة عبر أربع دول، ويعتبرون أكبر شعب بدون دولة. نجدهم في شرق تركيا، والشمال الغربي لإيران وشمال العراق وشرق سوريا. كما توجد جالية كردية كبيرة في دول الاتحاد السوفياتي سابقا، وفي أوروبا والولايات المتحدة وكندا. تفيد التقديرات أن عددهم يتراوح بين 20 و40 مليون شخص.
وتفيد مصادر أن بين 70 وحتى 90 بالمئة منهم يدينون بالإسلام السني، لكن يوجد كذلك أكراد شيعة خاصة في جنوب إيران والعراق، إضافة إلى الأقلية الإيزيدية التي تستقر أساسا في منطقة كردستان العراقية. ونجد أيضا مجموعة مسيحية، وأخيرا الأكراد اليهود الذين يقدر عددهم بـ25 ألف وهاجروا جميعا إلى إسرائيل والولايات المتحدة في خمسينيات القرن الماضي.
وطن للأكراد؟
نجح الأكراد في العراق وحده في الحصول على إقليم خاص بهم يتمتع بالحكم الذاتي تحت اسم “إقليم كردستان” منذ انهيار نظام صدام حسين في 2003. ويرأس الإقليم مسعود برزاني، وله قوة عسكرية يقدر تعدادها بـ190 ألف جندي. وكردستان العراق يمثل النموذج الذي يطمح إلى بنائه الأكراد السوريون تحت مسمى “روج آفا”.
ما هي الأحزاب السياسية الكردية؟
لا يتوحد الأكراد حول حزب واحد، حيث تتعدد المنظمات السياسية في المناطق الكردية. ويوجد في سوريا وحدها 17 حزبا أبرزها الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، المتحالف مع حزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض نزاعا مع أنقرة منذ 1984، ويعتبر العدو رقم واحد بالنسبة لأنقرة رغم الهدنة الهشة الموقعة في 2013.
دخل حزب العمال الكردستاني في حرب لسنوات ضد تركيا بهدف تأسيس وطن مستقل للأكراد، وله فروع في كل من سوريا، إيران، العراق.
تأسس حزب العمال الكردستاني في 1978 بزعامة عبد الله أوجلان، الذي يمضي عقوبة سجن في المعتقلات التركية منذ سنوات، ويعتبر الحزب منظمة شيوعية مصنفة ضمن المنظمات الإرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتوجد في العراق قوتان سياسيتان، الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يقوده مسعود برزاني ومقره في إربيل، والاتحاد الوطني الكردستاني، وأسسه جلال طالباني، الذي ترأس العراق من 2005 حتى 2014 ومقره بالسليمانية. وتجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبرزاني علاقات حسنة. فيما يعتبر الحزب الوطني الكردستاني مقربا من إيران.
للمزيد: هل يصبح كردستان العراق دولة مستقلة؟
هل تركيا في حالة حرب ضد الأكراد؟
تركيا ليست في حالة حرب ضد الأكراد، لكنها ضد أكراد حزب العمال الكردستاني، الذي يظل العدو رقم واحد بالنسبة لها. ويقول الصحافي وسيم نصر لفرانس24 بهذا الشأن إن “تركيا تخوض معركة ضد حزب العمال الكردستاني، علما أنها تربطها علاقات مع أكراد كردستان العراق الذين قبلوا بضرب أنقرة لمواقع حزب العمال الكردستاني في العراق”.
ويضيف أن إربيل، عاصمة كردستان العراق “تتعاون مع أنقرة وإيران منذ عام 2000 ضد هذا الفصيل الشيوعي للمتمردين الأكراد”.
هل الحرب ضد الإرهاب هي معركة مشتركة بين كل الأكراد؟
يوجد كل من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني السوري وحزب العمال الكردستاني التركي على الجبهة الأمامية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، إلا أن هذا لا يعني غياب الوجود الكردي ضمن المتطرفين. “فالجهاديون الأكراد ينشطون في العراق منذ عام 2000 في العراق، ويوجدون في الوقت الحالي ضمن صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، حسب وسيم نصر.
ويشير نصر إلى أنه عند محاصرة عين العرب السورية، أو كوباني بالكردية، تحدث تنظيم “الدولة الإسلامية” عن مسؤوله العسكري الكردي المنحدر من حلبجة، والأمر نفسه حصل مع جهاديين أكراد آخرين أثناء المعارك التي دارت في كركوك في شمال العراق في يناير/ كانون الثاني.
والغرض من العملية، يوضح نصر، أن التنظيم يريد أن يمرر رسالة مفادها أن “المعارك ليست ضد الأكراد كإثنية، لكن ضد الديمقراطيين والعلمانيين منهم”.