ثمة مقولة شهيرة، طالما يتم الاسشهاد بها في بعض المناسبات، وهي أنه “لايصح إلا الصحيح”،في إحالة على أن الحق في النهاية، هو الذي ينتصر ضد ترويج المزاعم الادعاءات الباطلة التي تريد القفز فوق التاريخ والجغرافيا معا،باستعمال نوع من التحايل على ذكاء الناس،لكن ذلك سرعان ما ينكشف أمره،تحت وهج شمس الحقيقة.
إن إنزال علم الجمهورية الوهمية، ورفع علم المملكة المغربية خفاقا في سماء أكبر ساحة في مدينة ابوجا،عاصمة نيجيريا،المعقل السابق لخصوم وحدة المغرب الترابية،بمناسبة الزيارة الملكية، ليشكل حدثا تاريخيا،بكل المقاييس،نظرا لما يشكله من رمزية تجسد انتصار المشروعية على الباطل.
ومما يزيد من قوة هذه اللحظة المفصلية في تاريخ كفاح المغرب من أجل ترسيخ وحدته الترابية، هي أنها تأتي على بعد مسافة زمنية قليلة من انعقاد قمة الاتحاد الافريقي، في اثيويبا،التي عاد فيها العلم الإفريقي، هي الأخرى، ليرفرف عاليا، معلنا عن عودة المملكة إلى البيت الإفريقي.
لقد بدأت الدول الإفريقية، واحدة بعد الأخرى، تكتشف بفضل الدبلوماسية الناجعة، التي أطلقتها الجولة الملكية، عبر افريقيا، أن ما يسمى الجمهورية الصحراوية، لاتقوم على أي أساس، ولا وجود لها إلا في أذهان من خلقوا هذه الأكذوبة،وطفقوا يروجون لها في المنتديات الدولية.
إن الكل يدرك أن نيجيريا، التي تعتبر أكبر دولة في افريقيا،بحجم إنتاجها النفطي،وبكثافة سكانها، ونموها الديمغرافي،كانت ملاذا للجبهة الانفصالية البوليساريو، ولكنها الآن، وهي تسحب اعترافها بهذا الكيان الوهمي، تلتحق بالدول الإفريقية الصديقة للمغرب، والتي لاترى معنى لوجود الاتحاد الإفريقي دون أن تكون الرباط عضوا فيه،وذلك اعتبارا للعديد من المعطيات الحضارية والتاريخية وغيرها.
ولعل هذا هو ماقصده جوفري أونياما، وزير الشؤون الخارجية في نيجيريا،الذي خرج بتصريح للصحافة يرحب فيه بالقرار الذي إتخذته العاصمة السياسية للمملكة بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي،حيث قال :“إن الأمر يتعلق بتطور مرحب به، و ذلك لأن المغرب بلد هام و ليس من مصلحة الاتحاد الإفريقي أو المغرب، بقاء المملكة خارج الاتحاد القاري”.
هكذا، إذن، تراجع نيجيريا موقفها، وتسعى لتصحيحه، من منطلق الوعي بأهمية الوقوف إلى جانب الحق، وهي التي طالما كانت من دعاة دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، وذلك ماض انتهى أمره،لتصبح أبوجا والرباط شريكين أساسيين في العديد من مجالات التعاون،لعل أبرزها مشروع أنبوب الغاز،إضافة إلى مصنع للأسمدة،وفق تصور يخدم مصلحة البلدين،من خلال شراكات واتفاقيات تم التوقيع عليها برسم المستقبل.
للمزيد من التفاصيل:بالفيديو. تزامنا مع زيارة الملك.. إنزال علم البوليساريو ورفع العلم المغربي بنيجيريا