الرئيسية / إضاءات / تداول محدود لاسم المغربية “نجاة بلقاسم” لخوض الرئاسة الفرنسية؟
فرانسوا هولاند

تداول محدود لاسم المغربية “نجاة بلقاسم” لخوض الرئاسة الفرنسية؟

تخلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند ، عن حقه في الترشيح لولاية ثانية على رأس الدولة الفرنسية، مجبرا على مخالفة التقليد الذي طالما تشبث به الرؤساء السابقون مهما  ضعفت حظوظهم في الفوز، كما حدث بالنسبة للرئيسين السابق والأسبق، نيكولا ساركوزي، وفاليري جيسكار ديستان.

وإذا كان المنطق السياسي والحزبي يقضي بأن يخلف الرئيس المنسحب، وزيره الأول وشريكه في الحكم، فإن هذه القاعدة تصطدم،على ما يبدو، بعدة صعوبات وإشكالات تقف في وجه “مانويل فالس” الذي لمح إلى  نيته في الترشح قبل قرار الرئيس هولاند، بالقول في تصريحات صحافية “إنه  جاهز وعلى أتم الاستعداد”.

ولا يوجد شك في ان، مانويل فالس، المولود في مدينة برشلونة الإسبانية، قد يكون المرشح الطبيعي برأي  كثير من المنتمين والمتعاطفين مع الحزب الاشتراكي الذي تنخره  منذ مدة، انقسامات حادة وطموحات شخصية بين المنتسبين إليه  من الجيل الثاني،من القادة من  هم دون الخمسين من العمر أمثال، بونوا هامون، ومونتبورغ، مع إضافة ممكنة للوزير المنشق  “إيمانويل ماكرون” علما أن قائمة المتبارين ما زالت  مفتوحة على أسماء أخرى من المفترض أن تضاف إلى سلة  المتبارين على الترشيح.

ومن بين الأسماء المتداولة حسب التكهنات، الوزيرة من أصل مغربي “نجاة فالو بلقاسم” التي تشترك مع  “فالس” في الشعبية الجماهيرية والسمعة الطيبة  في  الوسط الحزبي، كما تحظى ابنة قبيلة بني شيكر، بثقة خاصة لدى الرئيس الذي  سبق أن اختارها للإشراف على حملته الانتخابية التي قادته إلى النجاح، فكافأها بإسناد منصب حساس بتسميتها  الناطق الرسمي باسم الحكومة فضلا عن حقيبة وزارية أخرى  ثم اسند إليها  في تعديل حكومي لاحق، وزارة ثقيلة هي التربية الوطنية، نجحت في تدبير ملفاتها الصعبة   حتى الآن بأقل  قدر من المشاكل  والخلافات مع النقابات والرأي العام.

ومن المستبعد أن تقدم الوزيرة “نجاة” على هذه الخطوة والدخول  في منافسة مع  “فالس” دون التفكير بعمق قبل استشارة الرئيس. وإذا حدثت فستكون سابقة  إذ لأول مرة سيتنافس مرشحان مهاجران مولودان خارج فرنسا على  منصب الرئاسة،دون التقليل من عائق  العقيدة الدينية بالنسبة للسيدة نجاة.

francois-hollande

وما من شلك في أن تعدد الطامعين في الدخول إلى حلبة السباق الرئاسي، سيتسببون في إحراج  للرئيس الفرنسي خلال ما  تبقى له من شهور بقصر “الإيليزيه” فهل سيجاهر بتأييده لأسم  على حساب  آخرين أم انه سيلزم الحياد وترك المتصارعين يجربون حظهم ويبرهنون على جدارتهم ومهارتهم لكسب ثقة الناخبين

وسيكون الرئيس  ملزما  باتخاذ موقف أصعب إذا ما اختار تأييد  فالس أو بلقاسم.وليس له أمام  حالتين متشابهتين سوى الاحتكام لنتائج الاقتراع في الانتخابات التمهيدية دون استبعاد ما قد تحمله من مفاجآت.

والراجح، حسب أراء متقاسمة، أنه قد يساند علانية أو سرا، وزيره الأول، كونه ظل وفيا ومساندا ومتحملا معه أعباء المسؤولية، لكنه قد يخشى عليه من  عواقب ونتائج السياسات المتبعة بمعية الرئيس المنسحب المهزوم معنويا.

ويمتاز “مانويل  فالس” على من سواه من المرشحين، أنه  الأدرى بدواليب الدولة والأكثر احتكاكا بالملفات الشائكة  التي يحتدم  النقاش السياسي حولها  في فرنسا؛ كما أن “فالس”  كان وزير داخلية ناجح عرف  بصرامته في تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة  الفرنسية، وذلك ما طبقه فعلا خلال مواجهة الجائحات الإرهابية المتوالية التي ضربت فرنسا  وأضعفت إلى حد كبير الرئاسة الاشتراكية.

وفي جميع الأحوال فإن تداول اسم نجاة بلقاسم، كيفما كان مداه، دليل على ارتقاء المغربية من أصول فقيرة ومهاجرة، درجات   سلم السياسة الفرنسية، وقد تكون لها كلمة راجحة  في غضون المدة الفاصلة عن الاستحقاق التمهيدي بخصوص اختيار مرشح لليسار، قادر على   فرانسوا فيون  أو السيدة  ماري لوبين.

ويتوقف  هذا الاحتمال على توحيد الصف اليساري بأطيافه المتعددة  وهو أمر متعذر قبل الجولة الأولى  في ظل كثرة المرشحين  من اليسار والوسط، ما قد يسفر عن مواجهة محصورة بين مرشحي اليمين المتطرف والتقليدي؛ وبذلك يتكرر المشهد الذي أفاقت عليه فرنسا  ذات يوم حين تصارع ثلاثة مرشحين على صدارة الترتيب للجولة الثانية، حيث ظل في الحلبة جاك شيراك، في مواجهة جان ماري لوبين، بعد إقصاء  المرشح الاشتراكي  ليونيل جوسبان، ما أرغم الجمهوريين والعلمانيين وكل الخائفين من خطر اليمين العنصري على التصويت في الجولة الثانية لصالح المرشح الديغولي جاك شيراك…