الرئيسية / إضاءات / بعد التساقطات المطرية..هل تغير وزارة الفلاحة من سياستها؟
التساقطات المطرية

بعد التساقطات المطرية..هل تغير وزارة الفلاحة من سياستها؟

خرجت وزارة الفلاحة والصيد البحري، في الرباط،مؤخرا،ببلاغ قالت فيه إنها تبشر الفلاحين بموسم فلاحي جيد،بعد التساقطات المطرية التي همت مختلف جهات المملكة،معتبرة بأنها  سجلت منسوبا فاق  المعدل المسجل في سنة عادية.

ومن خلال قراءة متأنية في البلاغ، يبدو أن هناك نبرة انشراح وابتهاج بين سطوره، وهي نفس المشاعر التي يحس بها المواطنون المغاربة كلما هطلت الأمطار،بشكل كاف يستجيب لحاجيات البلاد،وعيا وإدراكا منهم بأن الفلاحة في  المغرب هي الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني.

واستنادا إلى نفس المصدر،فإن  السدود ذات الاستخدام الفلاحي تسجل اليوم مستوى ملء يقدر ب 5,71 مليار متر مكعب، بحقينة تقدر ب 42 في المائة، مشيرة إلى أن جميع الجهات تتوفر على فائض من التساقطات المطرية مقارنة مع سنة عادية.

والملاحظ أن بلاغ الوزارة الوصية على القطاع،اكتفى بالتعبير عن  أن التساقطات المطرية الأخيرة ساهمت فيما سماه “إعادة الثقة للفلاحين”، داعيا إياهم إلى تسريع وتيرة عملية الزرع واقتناء البذور من أجل الاستفادة من هذه الظروف المناخية الملائمة، دون أن “يبشرهم” أن هناك إجراءات وتدابير جديدة تسهل من مأموريتهم، في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج الزراعي من أسمدة وأعلاف وغيرها.

والكل يعرف أنه لايمكن أن ننتظر تساقط الأمطار بوفرة، لنتوقع موسما فلاحيا جيدا، ذلك أن الفلاحين،وخاصة منهم الصغار، في مسيس الحاجة إلى دعمهم،لمواجهة متطلبات الحرث والزرع، في غياب مداخيل قارة لهم،تساعدهم على العيش الكريم، وبعضهم يعاني الشيء الكثير من وطأة القروض،بسبب غياب سياسة فلاحية تستجيب لمطامحهم،وتنصت لنبضهم.

ومن المآخذ المسجلة أيضا على السياسة الفلاحية في المغرب، اعتمادها بشكل أساسي على التساقطات المطرية، دون أن يكون هناك أي تفكير في أي بديل، في حالة الجفاف،لاقدر الله،خاصة في ظل التحولات المناخية بفعل الاحتباس الحراري.

يذكر في هذا الصدد،أن بعض الأبحاث،وبعضها صادر عن  المركز المغربي للظرفية الاقتصادية،سبق لها، في السنوات الأخيرة، أن حذرت من النتائج السلبية لتأخر الأمطار،مما يفرض اعتماد نظام زراعي يأخذ بعين الاعتبار الظروف المصاحبة للتحول الحاصل في المناخ.

كل هذا وغيره، يدعو الوزارة الوصية على القطاع الفلاحي في المغرب،إلى تغيير سياستها،وأن تكون صاحبة مبادرات لتخفيف العبء عن الفلاحين،عن طريق اتخاذ إجراءات ملموسة يعلن عنها في وسائل الإعلام العمومية،بدل الاكتفاء فقط  ببلاغ يزف إليهم البشرى بارتفاع منسوب التساقطات المطرية!!