بريطانيا تصدم العالم مرة أخرى في غضون أسابيع قليلة. فبعد أن صوتت لصالح قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، جاءت صدمة أخرى تتمثل في تعيين عمدة لندن السابق، بوريس جونسون، ككاتب للدولة في الخارجية.
بالنسبة للمتابعين لمسار الرجل، فإن الأمر أشبه بالكارثة، خاصة وأن جونسون لم يتحمل منصبا وزاريا من قبل ويبدو أكثر السياسيين في بريطانيا الذين لا يصلحون لمنصب كاتب الدولة في الخارجية بالذات.
وفي الوقت الذي عبر فيه العمدة السابق للعاصمة البريطانية عن حماسه لتحمل مسؤولية جديدة في منصب سيكون من خلاله واجهة بريطانيا وسيقوده إلى زيارة العالم ولقاء عدد من القادة، تلقى مجموعة من الشخصيات من عالم السياسة، داخل البلاد وخارجها، والفن والإعلام خبر تعيين جونسون على رأس دبلوماسية المملكة المتحدة بمزيج من “المرح والرعب”، كما عبرت عن ذلك صحيفة “ذي غارديان” البريطانية.
كاتب الدولة البريطاني الجديدة، فضلا عن افتقاده الخبرة في المجال الدبلوماسي، لديه سوابق عديدة في إثارة حفيظة دول وشخصيات سياسية بسبب تعليقاته التي تفتقر إلى الكياسة التي يجب أن تتوفر في دبلوماسي، ما جعل زلاته في غير ما مرة ضمن أبرز عناوين الصحف، بالإضافة إلى زلات أخرى عديدة.
وفي سردها لبعض سقطاته، ذكرت “ذي غارديان” أن جونسون قال عام 2008، خلال حفل اختتام الألعاب الأولمبية الصيفية بالعاصمة الصينية بيجين، مخاطبا الصينيين، أن لعبة البنيغ بونغ اخترعت على موائد العشاء في بريطانيا في القرن 19، وكان تسمى “ويف واف”.
قبل ذلك في 2007، تحدث بوريس جونسون عن المرشحة الأمريكية الحالية لمنصب الرئيس، هيلاري كلينتون، قائلا إن لديها نظرة فولاذية تشبه “ممرضة في مستشفى للأمراض العقلية”.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما ناله بدوره نصيب من تعليقات بوريس جونسون، حيث وصفه بأنه “نصف كيني يحمل كرها سلاليا لبريطانيا”، وذلك ردا على دعم الرئيس الأمريكي لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
جونسون، الذي يقارن البعض بالمرشح الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب، سواء على مستوى الشعر أو التصريحات المستفزة أو بعض التصرفات البهلوانية أو الخطاب الشعبوي، وإن كان عمدة لندن سبق أن هاجم ترامب أيضا، فاز في 2016 بمسابقة شعرية نظمت لهجاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقيمة 1000 جنيه إسترليني، تحدث فيها عن ممارسة أردوغان الجنس مع جدي.
لذلك، لم يكن غريبا أن يعتبر البعض تعيين بوريس جونسون كاتبا للدولة في الخارجية بأنه نوع “السخرية البريطانية”، على حد قول مراسلة قناة ZDF نيكول ديكمان، في حين تأسف رئيس الوزراء السويدي سابقا كارل بيلدت على قرار التعيين قائلا، “تمنيت لو أنها كانت مزحة، لكنها ليست كذلك”.
الكاتب السياسي الأمريكي آيان بريمر تساءل بسخرية عن ما إذا كان البريطانيون ينصبون مقلبا للبقية، في حين علق مؤلف روايات الجريمة الأسكتلندي فال ماكديرميد على تعيين بوريس جونسون بأنه جاء ليزيد الأمور سوءا متسائلا، “كم من دولة سنهينها قبل حلول يوم السبت؟”.