الرئيسية / إضاءات / هل انتخاب صديق خان إشارة على قدرة نجاح “الإسلام الأوروبي”؟
صديق خان
صديق خان عمدة لندن المسلم

هل انتخاب صديق خان إشارة على قدرة نجاح “الإسلام الأوروبي”؟

في الوقت الذي تعيش فيه الولايات المتحدة على إيقاع صعود الخطاب اليميني ممثلا في المرشح الجمهوري دونالد ترامب وأنصاره، وفي حين تشهد فيه أوروبا عودة قوية للخطابات الشعبوية والمعادية للأجانب، شكل انتخاب صديق خان عمدة للعاصمة البريطانية لندن إشارة وردا على مظاهر التعصب هاته.

الباحث دومينيك مويزي، تطرق لموضوع انتخاب صديق خان على رأس المدينة الأكثر تنوعا في أوروبا، في مقال نشره موقع صحيفة Les Echos الفرنسية.

في مقاله ذهب مويزي حد اعتبار مسلم معتدل وممارس على رأس لندن، التي عانت من الإرهاب قبل 11 عاما في إشارة إلى هجمات 2005 الإرهابية، يعد هزيمة لتنظيم “داعش” والمتطرفة.

مويزي يرى أنه بالقدر الذي تفقد فيه “داعش” مساحات ترابية في العراق وسوريا، من المهم أن تفقد كذلك “مساحة المشاعر السلبية” كما يسميها، والتي تحاول من خلال تأليب المسلمين ضد بلدان إقامتهم في أوروبا من خلال دفع هذه الدول بدورها إلى التضييق على المسلمين بسبب ما يرتكب من أعمال إرهابية.

تقديم مثل هذه النماذج الناجحة، فضلا إن تواصل تراجع “دولة الخلافة” المزعومة، من شأنه أن يثني شبانا مسلمين أوروبيين على الالتحاق بتنظيم “داعش”، لكن ينبغي الإقرار مع ذلك أن القصص الناجحة مثل قصة صديق خان ليست عديدة.

رغم ذلك، يعتبر الباحث بجامعة King’s college أنه من الجيد أنه من المهم الدفع بمثل هذه النماذج إلى الأمام، خصوصا في مجتمع بريطاني أقل هوسا بالعلمانية مقارنة بفرنسا.

لكن مويزي يحذر في نفس الوقت من المبالغة في تأويل التصويت الذي قام به سكان العاصمة البريطانية، لأن لندن، بتنوعها، ليست بالضرورة هي كامل التراب البريطانية وليست هي أوروبا في نهاية المطاف.