أثار غياب المرأة المغربية عن الحضور في مجال الكاريكاتير، جدلا في ندوة ” أفق السخرية السياسية في المغرب”، التي انعقدت في إطار فعاليات الملتقى الوطني السابع لفن الكاريكاتير والإعلام، المنعقد في مدينة شفشاون، تحت شعار ” الكاريكاتير ريشة ترسم الحرية”.
فقد تدخلت إحدى الحاضرات، خلال النقاش المفتوح، لتتساءل بما يشبه الاحتجاج عن ” تغييب المرأة”: ” هل السخرية السياسية سلوك ذكوري بامتياز؟ ولماذا لايأخذ الرجل بيد المرأة، ويشجعها على اقتحام هذا الميدان، الذي يشكو غياب الريشة النسائية؟”.
وانبرى الفنانون للرد على هذه التساؤلات التي يبدو أنهم فوجئوا بحدتها، فقال الفنان الشاب محمد الخو، رسام الكاريكاتير في يومية ” الأخبار”، وأحد أعضاء اللجنة المنظمة، إنه وجه الدعوة، شخصيا، إلى أربعة رسامات كاريكاتير، ولكنهن تغيبن، ربما لظروفهن الاجتماعية، ولم تحضر سوى واحدة، هي رهام الهور، رسامة الكاريكاتير في صحيفة ” رسالة الأمة”.
أما خالد كدار، الرسام المشاغب دائما، فأوضح بصريح العبارة: ” الكاريكاتير مهنة واختيار، ومن حق المرأة أن تختار العمل في المجال الذي ترتاح له”، لافتا الانتباه إلى أن المجتمع المغربي، من وجهة نظره، مازال محافظا، وتحكمه مجموعة من المحددات، ما يجعل المرأة تتجنب ممارسة هذا الفن الساخر.
وأثنى لحسن بختي، فنان الكاريكاتير، الذائع الصيت، على تجربة رهام الهور، كفنانة شابة مصرة على التواجد في الصحافة اليومية من خلال رسوماتها الكاريكاتيرية التي تلتقطها، وفق تصورها الخاص، من عالم السياسة والمجتمع، مشيرا إليها كنموذج نسائي اقتحم فن الكاريكاتير، ولم تجد من الفنانين سوى الدعم والتشجيع والمساندة.
يذكر أن رهام الهور قدمت لمصطفى الخلفي، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال زيارته لمعرض الكاريكاتير، المقام بمناسبة الدورة السابعة للملتقى في بهو مسرح القصبة بشفشاون، لوحة رسمتها له تلبية للدعوة التي وجهها إلى فناني الكاريكاتير لرسمه مجددا، وقد تسلم منها الهدية الفنية، وهو لايتمالك نفسه من الضحك، بحضور عبد الغني الدهدوه، رسام الكاريكاتير في يومية ” المساء”، ونزيهة بشير العلمي، رئيسة جمعية ” فضاءات تشكيلية”، المنظمة للملتقى، وكان قد دعا المسؤولين إلى ” توسيع قشابتهم” مع الكاريكاتير.