قسنطينة الجزائرية تعيش اليوم حدث افتتاح عاصمة الثقافة العربية

عبد العالي الشرفاوي
ثقافة وفن
عبد العالي الشرفاوي16 أبريل 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
قسنطينة الجزائرية تعيش اليوم حدث افتتاح عاصمة الثقافة العربية

تتجه انظار العالم اليوم، الخميس، إلى الافتتاح الرسمى لتظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015″، والتى اختارتها اللجنة الدائمة للثقافة العربية التابعة للمنظمة العربية، للتربية والثقافة والعلوم،اليسكو، وتم تخصيص ميزانية تقدر ب 70 مليون دولار لانجاح هذه التظاهرة التى ستستمر على مدى عام كامل.

وقد اختارت السلطات الجزائرية، تاريخ السادس عشر من أبريل، للانطلاق الرسمى لهذه المناسبة الثقافية الهامة لأنه يوافق يوم العلم فى الجزائر، والذى يخلد ذكرى وفاة رائد النهضة الجزائرية العلامة عبد الحميد بن باديس، الذى توفى عام 1940، وهو من مواليد قسنطينة.
ومن المقرر أن يستهل الحدث بعرض جدارية كبرى حول مسيرة “سيرتا العتيقة”، منذ الحقبة “النوميدية”، وحتى اليوم كما سيتم فى إطار هذا العرض الفنى والثقافى عرض لوحات تصور مرور عدة شخصيات تاريخية، عبر هذه المدينة انطلاقا من ماسينيسا، وحتى الإمام عبد الحميد بن باديس، مرورا بمالك بن نبى ومالك حداد ورضا حوحو.
وتتميز ولاية قسنطينة الجزائرية، التى تبعد 500 كم عن الجزائر العاصمة، بأنها فريدة من نوعها فقد بنيت على صخرتين صلبتين، مرتفعتين وجزءا المدينة متصلان بأكثر من ثمانية جسور معلقة، مما يمنح قسنطنية منظرا مدهشا ومن هناك كانت تسميتها بمدينة الصخر العتيق ومدينة الجسور المعلقة.
وقد نالت قسنطينة، شرف تنظيم هذه التظاهرة الثقافية الهامة، لكونها عاصمة العلم والثقافة، ومركز النهضة الثقافية الجزائرية المعاصرة، خاصة على يد ابن المدينة العلامة الجزائرى، الراحل عبد الحميد بن باديس، الذى أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التى لعبت دورا هاما عبر مدارسها ومعاهدها، في تعليم العربية والمحافظة عليها أثناء الاستعمار الفرنسى الذى حاول طمسها.
كما تعرف قسنطينة، بمدينة الفن وصناعتها التقليدية الجميلة، مثل صناعة التطريز التقليدى وصناعة الاوانى التحف النحاسية هذا بالاضافة إلى معالمها السياحية ذات الطابع العربى والاسلامى.
وقد تم توجيه الدعو ل 22 دولة عربية، حيث ستترجم مشاركة هذه الدول من خلال إقامة أسابيع ثقافية لكل دولة حيث ستحظى فلسطين بشرف تنظيم أول أسبوع تليها دولة مصر ثم المملكة العربية السعودية على أن تتولي فيما بعد مشاركة باقى الدول وفق الجدول الزمنى الذى تم تحديده بالتنسيق مع الوفود المشاركة على مدار السنة.
وقد حرصت مصر على ان تكون حاضرة اليوم فى هذه التظاهرة حيث صرح السفير المصرى عمر أبوعيش لوكالة انباء الشرق الاوسط بأنه تم توجيه الدعوة لوزير الثقافة عبد الواحد النبوى الذى حرص على حضور هذا الحدث الثقافى الكبير وكذلك حلمى نمنم رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بالاضافة إلى السفير المصرى بالجزائر.
واشار السفير المصرى إلى ان المشاركة المصرية خلال فعاليات هذه التظاهرة الثقافية التى ستمتد على مدى عام ستكون فى شهر مايو القادم ممثلة فى فرقة للفنون الشعبية ستوفدها وزارة الثقافة خلال الفترة من 23 وحتى 26 مايو كما سيتم عرض مجموعة أفلام مصرية بالاضافة إلى مشاركة فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية وفرقة للفنون التشكيلية.
واكد السفير عمر أبو عيش حرص مصر على التواجد فى هذه الفعالية وعلى تنويع المشاركة مشيرا إلى انها لن تقتصر على قسنطينة وحدها بل ستمتد لتشمل عدة ولايات جزائرية مثل الجزائر العاصمة ووهران وغيرها بحيث يكون التواجد المصرى فى كافة ارجاء الجزائر وحتى يتفاعل كافة الجزائريين مع هذا الحدث الثقافى الهام.
واختار منظمو هذه التظاهرة شعار “عالم فى مدينة” ليكون أحد الشعارات الخاصة بالتظاهرة لاحتضانها حدثا ليس إقليميا فحسب بل عالمى ايضا من خلال مشاركة كم هائل من الدول العربية الشقيقة فضلا عن عدد هام من الدول الأجنبية الصديقة التى تقدمت بطلب للجزائر للمشاركة أو تسجيل الحضور بالحدث على غرار فنلندا وبعض دول أمريكا اللاتينية وكذا جنوب أفريقيا وغيرها من الدول حتى من آسيا.
وقد انطلقت مساء امس، الأربعاء، تظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015″، على المستوى الشعبى حيث جابت قافلة باسماء كل الدول المشاركة شوارع مدينة الجسور المعلقة فى موكب شعبى حمل ألوان ورموز الدول العربية الـ22 المشاركة بالتظاهرة وست مناطق جزائرية ويصاحبها مجموعة من الراقصين الشباب.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق