انتهى المخرج المغربي محمد علي مجبود من وضع اللمسات الأخيرة على مسلسله الجديد “دار الضمانة”، الذي ستعرضه القناة الأولى قريبا على شاشتها لتخطي حالة الركود التي عاشتها أخيرا، حيث تراجعت نسبة على مشاهدتها إلى 6 في المائة، حسب الأرقام التي أصدرتها مؤسسة “ماروك ميتري”.
يقول محمد على مجبود، المعروف بإخراجه أهم حلقات سلسلة “ساعة في الجحيم”، إن “دار الضمانة” (مسلسل تراثي يتوزع على 20 حلقة تستغرق كل واحدة 42 دقيقة وهو من إنتاج القناة الأولى و”إماج فاكتوري”، وأن عملية التصوير تمت في أجواء جيدة بفضل تعاون كل المشاركين في المسلسل تقنيين وممثلين.
يتميز المسلسل بمشاركة أزيد من مائة ممثل، من بينهم محمد مفتاح، الذي يسجل عودته إلى الدراما المغربية من خلال “دار الضمانة” رفقة نعيمة المشرقي، وفاطمة الزهراء بناصر، وربيع القاطي، وحنان زهدي، ومحمد كافي، ومحمد الرزين، وزكريا لحلو، والعديد من الوجوه الجديدة مثل رشيد الكرويتي، ورشيد العدواني، وفاطمة الزهراء لحرش وآخرين.
وبخصوص فكرة وسيناريو المسلسل أكد مجبود أن فكرة العمل تعود للمنتجة هيندة سقال، التي اختارت العنوان وساهمت بشكل كبير في اختيار مواقع التصوير والديكور والملابس، وتوجيه السيناريو، الذي سهر على كتابته زكريا لحلو وعصام اليوسفي ومحمد بونو.
المنتجة هيندا سيقال اعتبرت المسلسل الجديد، ثمرة مجهود جماعي، وتجربة طويلة في المجال الفني، الذي دخلته منذ حوالي 25 سنة، من خلال مشاركتها في إنتاج العديد من الأعمال الناجحة كان آخرها الفيلم السينمائي الناجح “الطريق إلى كابول”.
وأعربت عن أملها في أن تحقق في إنتاجاتها المقبلة، نقلة نوعية في الدراما المغربية، التي هي في حاجة ماسة إلى أعمال وطنية إيجابية، تحمل الهوية المغربية بمختلف روافدها، وتعتمد على إمكانيات المغرب الغني بتراثه المتميز، بموسيقاه الفلكلورية الجميلة (الملحون، الأندلسي، الغرناطي، الحمادشة، عيساوة، كناوة)، وثقافته الدينية العريقة، وتراثه المعماري، الذي يمزج بين الهندسة المغربية الأصيلة، والعربية الإسلامية والأندلسية، باعتماده على الزليج، والفسيفساء، والنقوش البديعة، سواء المنقوشة على الجبص أو الخشب، فضلا عن الأزياء التقليدية المغربية الخاصة من قبيل “الجلابة، والسلهام، والبلغة، والشربيل والقفطان والمضمة.”…
وأفادت المنتجة أن إقدامها على الاستثمار في مثل هذه المشاريع الفنية، تحكمت فيه الغيرة الوطنية، من خلال إنتاج مغربي، تكون له القدرة على رد الاعتبار للدراما الوطنية والممثل المغربي، وتسويق صورة إيجابية للبلد ولحضارته الراسخة وبالمساهمة في استقطاب السياح والمستثمرين ومنتجي الأفلام.
تطلب الاستعداد لتصوير المسلسل أزيد من سنة، لأنه ركز على الاحتفاء بالتراث الوطني المغربي، من خلال إبراز الوجه الحقيقي للمغرب كبلد له خصوصياته، وحضارته المتميزة. ومن المنتظر أن يساهم المسلسل في إعادة الجمهور إلى التلفزيون المغربي بعد ذهاب جزء كبير منه إلى الفضائيات الأجنبية، في ظل سيادة الأعمال التي لا تمثل المغرب الحقيقي.
وتأخذنا أحداث المسلسل، الذي صورت حلقاته على مدى ثلاثة أشهر في العديد من الأماكن التاريخية، إلى مغرب أواخر القرن السابع التاسع عشر الميلادي، من خلال تاجر شاي (محمد مفتاح) له زوجتان وأربعة أبناء لهم اهتمامات مختلفة (تاجر، وقائد، وموسيقي، وعالم دين متشدد).
على مدى حلقات المسلسل، الذي تتخلله العديد من الأغاني التراثية المغربية، تتسارع الأحداث في قالب درامي رومانسي، يقترب من الملحمة التاريخية، المبنية على الاحتفالية، وثنائية الصراع بين الخير والشر، والحب والكراهية، والحياة والموت، بسلاسة، قلما نجدها في الأعمال المغربية.
في جو مشحون بالأحداث الدرامية، يحتفي “دار الضمانة” بتراث المغربي من خلال إبراز القيم الجمالية والروحية للأماكن العتيقة، كما يحاول المسلسل رد الاعتبار إلى المواسم الدينية، والمهن التقليدية، والتذكير بالأعراف والتقاليد، التي كانت سائدة في ذلك الوقت.