صحوة “بان كي مون” المنصفة للمغرب

أخيرا، وبعد طول تأخير، نطق الأمين العام للأمم المتحدة بما كان يجب عليه قوله بخصوص المعاناة الإنسانية للمواطنين الصحراويين المحتجزين في مخيمات تيندوف والحمادة في الجزائر، عندما ضمن تقريره الأخير نصا واضحا يطالب السلطات الجزائرية ومسؤولي جبهة البوليساريو بالسماح لأجهزة الأمم المتحدة بإحصاء السكان المحتجزين في المخيمين. مطلب لطالما أصر عليه المغرب- إضافة لمطلب لم يستجب له بعد يخص عدم اعتبار جبهة البوليساريو الناطق الرسمي الوحيد باسم صحراويي المخيمين، وبالتالي ضرورة حضور شيوخ قبائل صحراوية المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة بين المغرب والجبهة- وناور وداور بان كي مون كثيرا من أجل تخفيف عبارات المطالبة به تحسبا لإغضاب الجزائر، حيث تعتبره خطا أحمر، جاعلة من معرفة العدد الحقيقي لمحتجزي تيندوف والحمادة “طابو” لا يجوز الاقتراب منه.
وإذا أضفنا إلى “طابو” العدد محذورا آخر لطالما استعملته جبهة البوليساريو من أجل المساومة والتشويش، ونقصد منع الزيارات العائلية بين محتجزي تيندوف والحمادة وأهلهم في أرض الوطن، يتجلى بوضوح مدى الاستخفاف بالمعاناة الإنسانية لهؤلاء المواطنين المغاربة، ومدى الجرم الممارس بالتواطؤ بين عسكريي البوليساريو وشركائهم الجزائريين بالمتاجرة بالتبرعات والهبات التي يتم جمعها في أوروبا لصالح اللاجئيين الصحراويين الذين يستمر الطرفان في “نفخ” عددهم وتضخيمه، دون السماح لأي كان بمعرفة عددهم الحقيقي، ناهيك عن اتضاح من المتهم بانتهاك أبسط حقوق الإنسان، ومن يحتاج إلى بعثات تقصي حقائق من أجل الوقوف على حقيقة الأوضاع عنده.
ولعل ما يزيد من ابتهاج المغرب “بالصحوة المتأخرة” للأمين العام للأمم المتحدة، أنه قرنها بالإشادة بالأبواب المغربية المفتوحة في وجه جميع البعثات الحقوقية المنصفة، رسمية كانت أو أهلية، محلية أو دولية، من أجل الاطلاع عن كثب على حقيقة ما يتمتع به المواطنون في هذا الجزء من المغرب، ناهيك عن اعتراف “كي مون” بالموارد المالية الكبيرة المرصودة لصالح التنمية البشرية هناك، مما يجعل المقارنة بين أوضاع الصحراويين على طرفي الحدود أكثر من ضرورية، لتمييز أصحاب الحق الأساسيين.
إن التقرير الأخير الممدد لمهمة بعثة المينورسو، وإشادته بجهود المغرب، واقترابه من “عش الدبابير” الخاص بإحصاء الصحراويين المحتجزين في الجزائر، من شأنه أن يضفي مزيدا من التفاؤل على التوقعات الخاصة بقرب حدوث “تطورات إيجابية” يعدها المبعوث الشخصي للأمين العام كريستوفر روس، من شأنها إحداث اختراق في هذا الملف المعقد، لاسيما وأن صبر الصحراويين في المخيمات قد نفد، واحتجاجاتهم اليومية أصبحت عصية على الإنكار أو الإخفاء، وقبضة عصابة البوليساريو ومشغليهم قد ارتخت، ولم يعد من مجال إلا لإقفال هذا الملف وعودة المواطنين المحتجزين إلى حضن وطنهم الأم: المغرب.

اقرأ أيضا

الرباط تحتضن النسخة الثالثة للدورة التكوينية لملاحظي الانتخابات بالاتحاد الإفريقي

تنظم المملكة المغربية، إلى غاية 3 ماي المقبل بالرباط، بالشراكة مع مفوضية الاتحاد الإفريقي، النسخة الثالثة للدورة التكوينية المتخصصة لملاحظي الانتخابات الأفارقة.

بوريطة يتسلم رسالة خطية إلى الملك من رئيس غامبيا

استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، اليوم الاثنين بالرباط، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الغامبي، مامادو تانغارا، حاملا رسالة خطية إلى الملك محمد السادس، من رئيس جمهورية غامبيا أداما بارو.

لوديي يتباحث مع رئيس اللجنة العسكرية لـ”الناتو”

بتعليمات ملكية سامية، استقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، اليوم الاثنين بمقر الإدارة، وبحضور الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، الأميرال روب باور رئيس اللجنة العسكرية لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي يقوم بزيارة للمغرب من 28 إلى 30 أبريل الجاري.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *