في تعليقه على استقبال بان كي مون لمزوار أمس الثلاثاء، في مقر الأمم المتحدة، لاحظ الأستاذ خالد الشكراوي، الأستاذ الجامعي المتخصص في الشؤون الإفريقية والعلاقات الدولية، أن الدبلوماسية كانت تنقصه، مضيفا أنه كان يتعين على وزير خارجية المغرب أن يكون أكثر صرامة.
وأضاف الشكراوي، في تصريح لموقع ” مشاهد24″، أن مزوار تصرف بشكل طبيعي، وهو الأول الذي مد يده لبان كي مون، بينما المفروض أن يكون الأخير هو الباديء بالتحية لضيفه.
وفي تقييمه لمواقف المغرب الرسمية والشعبية، إضافة إلى تحركاته السياسية الأخيرة على الساحة الدولية، قال المتحدث ذاته، إن كل ردود الفعل المعبر عنها كانت طبيعية ومنطقية، ” وهذا شيء إيجابي”، على حد قوله.
واعتبر تحرك الجموع بتلك الكثافة في المسيرة المليونية في الرباط، بأنه مرتبط بحركية تاريخية على مر الزمن، ” فكلما وقع حدث ما يستدعي الالتفاف والتوحد في جبهة وطنية موحدة، إلا وكان هناك تكتل في شكل لحمة وطنية ينعدم فيها الاختلاف.”
واستدل على ذلك بكون الساحة السياسية في المغرب كانت تشهد في الآونة الأخيرة، نوعا من الشد والجذب، بين الأحزاب والحكومة، إلا أن كل ذلك انتفى بمجرد ارتفاع ” نداء الوطن” للخروج في مسيرة احتجاجية ضد تصريحات بان كي مون، المستفزة لشعور المغاربة بمختلف فئاتهم الاجتماعية وانتماءاتهم الحزبية.
وعلى المستوى الرسمي سجل الشكراوي أن هناك تحولا طرأ على المغرب في تفاعله الدبلوماسي مع كل القضايا المتعلقة به، بعد أن أصبح يرد الكيل بمكيالين، وبصرامة، وقطع مع كل الأساليب السابقة، وهذا شيء يحسب له، إذ لايمكن له أبدا غض الطرف أو التسامح في قضايا مصيرية مثل الصحراء وغيرها.
وانتقد الشكراوي سلوك الطرف الآخر، ويعني به جبهة البوليساريو الانفصالية، التي لم تغير موقفها، ولم تتقدم بأي اقتراح ، أو بديل للدفع بالمفاوضات نحو إيجاد حل سلمي للنزاع المصطنع في المنطقة.
للمزيد:زين الدين لـ مشاهد24: قرار المغرب تجاه بعثة المينورسو منطقي وحضاري
ومقابل ذلك، بذل المغرب جهودا تصب في صالح البحث عن إيجاد سبيل للتسوية، من خلال إعلانه عن مخطط الحكم الذاتي، ورغم ذلك يقال عنه لدى خصوم وحدته الترابية، أنه لم يتقدم بأي خطوة .
وعلى إثر التطورات الأخيرة، وصف الشكراوي موقف الأمم المتحدة الأخير بأنه ” شاذ، ويدفع بالوضع نحو التعقيد، مع اقتراب نهاية ولاية بان كي مون”، مشيرا إلى أن هناك أطرافا تعتبر أن من مصلحتها إطالة عمر النزاع، وهي الجزائر والبوليساريو ، وبعثة المينورسو التي تريد للملف إن يستمر إلى ما لانهاية نظرا لاستفادتها منه.