منذ الإعلان عن خبر زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للمغرب خلال شهر غشت الماضي، والمتتبعون لأوضاع العلاقات بين البلدين يتحدثون عن مايمكن أن تقدمه هذه الزيارة، ليس لأنها الزيارة الأولى لهولاند للمملكة بعد تسميته رئيسا لبلاد الأنوار ولكن لأنها أول زيارة له بعد سحابة توتر أطالت المقام.
زيارة الرئيس الفرنسي التي بدأت اليوم (السبت)، والتي تجمع بين ”العمل” و ”الصداقة”، تحظى بتتبع كبير من طرف الطبقة السياسية المغربية كما الفرنسية فهل تكون محطة لإعلان نهاية عهد التوتر واستئناف تعاون تاريخي؟
مصطفى الطوسة المحلل السياسي والإعلامي المقيم بفرنسا، يرى أن زيارة فرانسوا هولاند للمغرب في هذا التوقيت وحضوره رفقة وفد يضم شخصيات فرنسية وازنة، رسالة بأن المغرب وفرنسا ماضيان في تكثيف تعاونهما على المستويين الأمني والاقتصادي، متجاوزين بذلك الخلاف الذي عكر الأجواء في الفترة السابقة.
وأوضح الطوسة في حديثه ل ”مشاهد24”، أن فرنسا متمسكة بتمثين علاقتها مع المغرب، من أجل تطوير مشاريعها الاقتصادية فيه من جهة، وبغرض التصدي لخطر الإرهاب من خلال التعاون الأمني المشترك من جهة أخرى.
وهذا ما أكده هولاند في حوار أجرته معه جريدة ”لوماتان”، حين قال ”رسالتي عنوانها طموح مشترك، إننا نريد أن نذهب بعيدا في تعاوننا مع المغرب، لاسيما في سياق ما فتئت فيه التهديدات والفرص تتنامى”.
تصريحات المسؤولين الفرنسين في الفترة الأخيرة كذلك ذهبت في نفس الاتجاه، وكشفت أن فرنسا طوت مرحلة التوتر، وتسعى لاتخاذ خطوات من أجل توسيع مجال التعاون، إذ كان لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسية، صرح أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة، وأن مستوى التعاون يتم بشكل جيد أفضل من الفترات السابقة.
ويذكر أن فرنسا تتصدر قائمة شركاء المغرب التجاريين، إذ تتجاوز قيمة المبادلات السنوية 8 ملايير أورو.
إقرأ أيضا: هولاند يشيد بخبرة المغرب ”الاستخباراتية”