قصيدة” بهدوء” للشاعر عبد الكريم الطبال

بِهُدُوءْ

تَقْتَرِبُ السَّمَاءْ

نَجْمَة ً فَنَجْمَة ً

إلىَ الغَريبِ

فِي الزَّمَانِ

فِي المَكَانِ

تَشْمَلهُ

تَسْكنُهُ

فَيَخْتفِي عَنِ التُّرَابْ

فَإذَا هُوَ السَّمَاءْ

***

يَقْتَرِبُ المُحِيطُ

مَوْجَة ً فَمَوْجَة ً

إلَى غَدِير ٍ

فِي يَبَاب ٍ

وَحْدَهُ

يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحْ

فَإِذَا هُوَ المُحِيطْ

***

يَقْتَرِبُ الغَدِيرُ

قَطْرَة ً فَقَطْرَة ً

مِنْ جَرَّة ٍ

يَمْسَحُ وَجْهَهَا

فَتُبْصِرُ الأرْيَاحَ وَالأمْطَارْ

تَجْرِي

فَوْقَ صَدْرِهَا الصَّغِيرْ

فَإِذَا هِي الغَدِيرْ

** *

يَقْتَرِبُ الرَّبَابُ

نَقْرَةً فَنَقرَةً

إلىَ النُّعَاسْ

فَيَفِيقُ دَهْشَة ً

ثمَّ يَهِيجُ شَهْقَة ً

ثمَّ يَخِرُّ َصَعْقَة ً

فِي حَضْرَةِ المَحْبُوبْ

فَإذَا هُوَ الرَّبَابْ

***

يَقْتَرِبُ الغَزَال

مِنْ أنْثَاه ْ

هَمْسَة ً فَهَمْسَة ً

ثمَّ يَكُون الشِّعْرُ

وَيَكُونُ المَهْرَجَانْ

وَيَكُونُ مُنْتَهَى السَّمَاعْ

فَإذَا هِي الغَزَالْ

***

يَقتَرِبُ المَسَاء ُ

دَمْعَة ً فَدَمْعَة ً

إلى الشَّريدِ

بَيْنَ خَطْوَتَيْنْ

يَرْبُتُ فَوْقَ كَتِفَيْهْ

يَرْعَاهُ

مِثلَ ابنِهِ الصَّغِيرْ

فَإذَا هُوَ المَسَاءْ

***

وَفِي هُدُوءٍ

قَبْلَ القُرْبْ

يَرْتَحِلَ السُّرَاة ْ

وَيَخْتَفِي المَعْشوقْ

 

 

اقرأ أيضا

غرفة للطفولة ..قصيدة للشاعرة وداد بنموسى

وداد بنموسى واحدة من أبرز الجيل الجديد من شاعرات المغرب الحديث، لها مفرداتها وبصمتها الخاصة على القصيدة الحديثة المفعمة بروح الشباب.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *