تستعد الجزائر لدخول مرحلة ما بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ما أدى لاندلاع حرب بين رجال المال يقودهم المدعو على حداد، والأطراف السياسية الحاكمة بقيادة رئيس الحكومة الجديد، عبد المجيد تبون.
وأصبح رجال المال ينظمون لقاءات مع السفراء، بعيدا عن أعين السلطة، وباتوا يشكلون حكومة موازية تهدد السلطة القائمة، خاصة أن زعيمهم علي حداد كان يعتبر أحد أقرب المقربين من السعيد بوتفليقة، شقيق رئيس الجمهورية.
فلقد أهينت الدولة الجزائرية على يد منتدى رجال المال والأعمال وأدى بحكومة سلال، إلى الانسحاب من قاعة منتدى الاستثمار الجزائري الإفريقي المنعقد بالعاصمة الجزائرية في الأشهر الماضية، وسط استغراب السلك الدبلوماسي الذي كان حاضرا، بعد أن انفرد رجل المال علي حداد بالكلمة قبل رئيس الحكومة عبد المالك سلال آنذاك.
وأعلن تبون في برنامجه الحكومي الفصل بين الثروة والثورة، أي بين المال والسياسة، ومحاربة الفساد، وقرر إلغاء جملة من القرارات، التي اتخذتها الحكومة السابقة، كما وجه عبر وسائل الإعلام الوطنية انذارات للمقاولين منهم علي حداد، رئيس منتدى رجال المال، تطالبهم بالإسراع في إتمام المشاريع التي أسندت إليهم، بعضها يعود لعام 2008، و كشف عن اختفاء نحو 7 آلاف مليار سنتيم، و صرف 12 مليار دولار على مشاريع لم تنجز منها سوى 5 في المائة.
وجمع حداد، أخيرا، ف محاولة لمواجهة الخطر، معظم النقابات الممثلة في منتدى رجال المال والأعمال، إلى جانب المركزية النقابية الحكومية، ووقعوا بيان إعلان الحرب على الوزير الأول عبد المجيد تبون، في مؤشر يوحي إلى أن الأيام و الأسابيع و الأشهر القادمة ستكون ساخنة بين مختلف الأقطاب المتناحرة على خلافة بوتفليقة، فبين مدير ديوان الرئيس بوتفليقة و الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي الشريك في الحكم، أحمد أويحيى، و شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة، ورئيس الحكومة السابق عبد المالك سلال، والمدير العام للأمن الوطني عبد الغاني هامل، ستشهد الجزائر سيناريوهات أفلام هوليوودية قد تكون هادئة كما يمكن أن تعرف سخونة كالتي أحرقت العديد من المناطق.