الرئيسية / المغرب الكبير / هل وقعت مصالحة بين الرئيس بوتفليقة والفريق “توفيق” ؟
الرئيس بوتفليقة والفريق "توفيق"
الرئيس الجزائري بوتفليقة ورئيس المخابرات السابق محمد مدين (توفيق)

هل وقعت مصالحة بين الرئيس بوتفليقة والفريق “توفيق” ؟

بعد الصراع الذي جمع بين مؤسسة الرئاسة في الجزائر وجهاز المخابرات العسكرية القوية المعروف سابقا باسم “دائرة الاستعلامات والأمن”، بات الحديث اليوم عن حصول مصالحة بين الرئيس بوتفليقة والفريق “توفيق”.

“توفيق” (محمد مدين) أحيل كما هو معلوم على التقاعد في صيف 2015 بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها وزارة الدفاع التي يوجد على رأسها بوتفليقة وحليفه الفريق أحمد قايد صالح، رئيس الأركان، تم من خلالها سحب عدد من الصلاحيات من جهاز المخابرات وإقالة رجالات رئيسه قبل أن تتم تنحية هذا الأخير بعد 25 سنة قضاها على رأس الجهاز العسكري القوي.

ما قيل إنه صراع بين مؤسسة الرئاسة وجهاز المخابرات، الذي ما يزال رئيسه السابق يحتفظ بنفوذ رغم إحالته على التقاعد وتعويضه بالجنرال عثمان طرقاق، يبدو أنه تبدد اليوم حسب ما يؤكده موقع Mondafrique الذي تحدث عن وجود مصالحة بين الرئيس بوتفليقة والفريق “توفيق” .

الرجلان التقيا قبل ثلاثة أشهر بالإقامة الرئاسية ببلدية زرالدة، يضيف الموقع نقلا عن ما قال إنها مصادر مقربة من المخابرات الجزائرية، مضيفا أنهما تحدثا في عدد من الأمور وأن بوتفليقة مد يده لمدين من أجل طي صفحة الماضي المتوتر بينهما.

بالمقابل، يتابع الموقع الفرنسي، طالب توفيق حماية رجاله السابقين، أبرزهم الجنرال عبد القادر آيت واعرابي “حسان” المسؤول السابق عن مكافحة الإرهاب، والذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات، حيث من المنتظر أن يستفيد “حسان” من عفو رئاسي في السنة المقبلة حسب ما يؤكده Mondafrique.

واستشهد الموقع بما قال إنها هدنة بين جناح الرئاسة والفريق “توفيق” من خلال تنحية عمار سعداني، الأمين العام السابق لحزب “جبهة التحرير الوطني” زعامة الحزب.

وكان سعداني قد دأب على مهاجمة الفريق محمد مدين من خلال وسائل الإعلام، ما يجعل إقالته بمثابة رد اعتبار لقائد جهاز المخابرات السابق حسب ما يؤكده الموقع الفرنسي.

عودة الفريق مدين إلى الواجهة يخلخل موازين القوى داخل أجنحة السلطة في الجزائر كما يرى الموقع الفرنسي، خاصة في ظل التوتر الحاصل بين الجنرال طرطاق والفريق قايد صالح الذي لم يستسغ إلحاق المخابرات برئاسة الجمهورية بدل رئاسة الأركان، لذلك حاول وضع مقربيه داخل الجهاز وتغيير طرطاق بحليف له هو الجنرال بوزيد، بيد أن مساعيه اصطدمت برفض بوتفليقة التخلي عن طرطاق.

هذا الأخير، يؤكد الموقع الفرنسي، بات مهددا مع ذلك في ظل التقارب بين الرئاسة و”توفيق” لأن طرطاق وضع على رأس المخابرات لفترة انتقالية فقط. فبالنظر إلى تاريخه الأسود في فترة “العشرية السوداء” في سنوات التسعينات، يتوقع أن يتم تعويض طرطاق بجنرال أصغر سنا وبسجل أكثر بياضا.

اختيار خليفة “البشير” طرطاق سيكون فيه للفريق “توفيق” دور على ما يبدو، حيث أشار Mondafrique إلى أن مدين اقترح بعض الأسماء لشغل المنصب.

إزاحة طرطاق قد تفتح الطريق أمام إزاحة قايد صالح بدوره، خاصة “إذا ما طالب برأسه” المقربون من “توفيق”.

للمزيد: حديث عن صراع بين السعيد بوتفليقة وقايد صالح ؟