طرأت مجموعة من التحولات على بعض المرشحين في زمن الانتخابات الذين أصبحوا يمشون في الأسواق مثل عامة الناس، يقاسمونهم هموم القفة اليومية، ويعطونهم كامل اصغائهم، ولا يترددون في مشاركتهم ” الطعام”، مهما كان بسيطا، مع توزيع وعود انتخابية بتحسين أوضاع الجميع في المستقبل.
وفي طليعة هؤلاء حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، الذي استهل يومه عند انطلاق الحملة بجولة في دروب مدينة فاس، بتناول ” البيصارة”، قبل أن يتذوق كأس “رايب” عند أحد الباعة المتجولين، ويزور فرانا تقليديا لطهي الخبز، ويصل الرحم بزملائه القدامى في مهنة إصلاح الدراجات.
إلا أن المفارقة التي سجلها بعض الفايسبوكيين هي أن شباط كان يجامل الجميع بالسلام عليهم، وإن اقتضى الأمر تذوق الأكل عندهم، ولو في الشارع، كما هو واضح في الصورة، حتى وإن كان ذلك على حساب جهازه الهضمي، بخلاف الزعامات الحزبية الأخرى، التي تستضيف الناخبين، من خلال تنظيم الولائم، أملا في كسب أصواتهم يوم الاقتراع.
لكن التدوينة الأكثر مدعاة للتساؤل والاستغراب، هي التي تلك التي نشرها كريم غلاب، رئيس مجلس النواب الأسبق، على حسابه الشخصي في الفايسبوك، وفيها يتحدث عن وجوده عند أحد الحلاقين في سباتة، معقله الانتخابي، رفقة احد أصدقائه، دون أن ينسى الإشارة إلى عنوان المحل الموجود في حي جميلة5 بشارع وادي الذهب، قرب صيدلية سكيبة، مما أثار سخرية رواد الفضاء الإزرق.
وفي زمن الانتخابات لا يستغرب المرء إذا صادف أن مسؤولا أو وزيرا سابقا أو حاليا، قد أضاف إلى سيرته الذاتية في منشوره الانتخابي بعض الوظائف والمهام التي لم يكن يمارسها في الماضي، ولعل أقرب مثال على ذلك، هو لحسن حداد، وزير السياحة، الذي ترشح باسم حزب الاستقلال، عوض حزبه الأصلي الحركة الشعبية، بعد وقوع خلافات مع أعضاء القيادة.
فقد نسب لنفسه القيام بمهمات ثقافية وإبداعية لم تكن معروفة عنه لدى الرأي الوطني العام، مشيرا ضمن سلسلة اهتماماته وأعماله ومجالات تخصصاته، إلى أنه “كاتب روائي وشاعر وناقد مسرحي وسينمائي”، دون أن يكلف نفسه عناء نشر عناوين بعض الدواوين أو الكتب التي ساهم بها في المشهد الثقافي في البلاد.
وغير بعيد عن الدائرة الانتخابية لحداد، استقطبت لائحة الحبيب المالكي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الاهتمام، لسبب أساسي هو أنها ضمت مرشحين حملوا كلهم إسم اللقب العائلي المالكي، ماعدا واحد فقط، واسمه سعيد رضوان.
ويتعلق الأمر بزهير المالكي وامينة المالكي ورشيد المالكي والشرقاوي المالكي، لدرجة أن بعض المهتمين اعتقدوا أن اللائحة ربما طالتها يد التزوير للتشويش على الحملة الانتخابية، التي يقودها المالكي، رئيس المجلس الوطني لحزب ” الوردة”، تحت شعار ” الكفاءة من أجل المستقبل”.
ولعله من باب الإنصاف الاعتراف بأن المالكي ليس هو الزعيم الحزبي الوحيد، الذي استعان بأفراد من الأسرة، فهاهو عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة نفسه، قد اعترف بعظمة لسانه، يوم انطلاق الحملة الانتخابية أمام حشود من أنصاره، في المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، بالرباط، أنه وضع زوجته ضمن لائحة النساء، في الرتبة الأخيرة.
ولاشك ان محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف ب”أبو حفص” لم يكن يتوقع أبدا، وهو يترشح باسم حزب الاستقلال، في العاصمة العلمية، أن يكون موضع سخرية من طرف رواد موقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صورة مركبة له، تم استنساخها عن صورة لباراك أوباما، الرئيس الأمريكي، وهو يحيي مستقبليه.
وفي الأخير، وأمام هذه الحملة الفايسبوكية الشرسة، اضطر حزب الاستقلال إلى إصدار بيان صحافي، مفاده باختصار شديد، أن تلك الصورة “لا علاقة لها بالحملة الانتخابية لحزب الاستقلال بدائرة فاس الشمالية”.