“خضوع”..رواية عن هيمنة الإسلام على فرنسا تخلق الجدل

خلق الروائي الفرنسي ميشيل هولبيك الجدل في بلاده بعد بسبب روايته “Soumission” (خضوع)، التي يتحدث فيها عن وصول مسلم إلى هرم السلطة في فرنسا وفرض الحجاب وتعدد الزوجات في البلد.
الرواية تتحدث كذلك عن سعي الرئيس الفرنسي المسلم، محمد بن عباس، على أسلمة أوروبا بالتعاون مع تركيا لخلق تكتل شبيه بالإمبراطورية العثمانية.
العمل الروائي طبعت منه نسخ بأعداد مهمة لحد الساعة وتجاوز الجدل الذي خلقه حدود فرنسا بعدما حذر البعض في ألمانيا من استغلال المناهضين للإسلام في حركة “بيغيدا” للكتاب من أجل الترويج لأفكارهم المعارضة للإسلام.
منتقدون للرواية رأوا فيها دعاية لأفكار اليمين المتطرف واعتبر بعضهم أن هولبيك قدم أفضل هدية لزعيمة الحزب اليميني، مارين لوبين، بمناسبة أعياد الميلاد.
مدير نشر صحيفة “ليبراسيون الفرنسية”، التي أفردت تغطية مهمة للرواية والجدل الذي خلقته، اعتبر أن ميشيل هولبيك كتب عملا “يتلاعب بمخاوف الفرنسيين”.
كاتب الرواية دفع عن نفسه تهمة أن عمله الروائي هدية لليمين الفرنسي، معتبرا في نفس الوقت أنه لن يتحاشى الخوض في موضوع فقط لأنه مثير للجدل.
تحول فرنسا إلى بلد تحت سلطة الإسلام يتم في الرواية من دون عنف أو صدامات ويترافق مع حالة من الانحطاط التي تصيب الغرب.
الكاتب إيمانويل كارير شبه العمل بالأعمال الروائية المشهورة التي تحدثت عن المستقبل واعتبرت بمثابة نبوءات، حيث وضع الرواية في خانة رواية “1984” لجورج أورويل و”عالم شجاع جديد” لألدوس هاكسلي.
قصر الإليزيه دخل بدوره على خط الجدل المرافق للعمل الروائي، حيث صرح الرئيس فرانسوا هولاند أنه سيقرأ الرواية معتبرا أن الأدب مقرون بالحرية وأنه سيطلع على مضمون الكتاب قبل أن يعلق عليه.
أما زعيمة اليمين الفرنسي، مارين لوبين، فلم تفوت بدورها الفرصة لتبدي رأيها بخصوص الرواية، حيث قالت إن “المثير في الأمر بخصوص هذا الكتاب المتخيل أنه يتحدث عن أمر قد يصبح يوما ما حقيقة”.
الناقد الفرنسي فيليب لانسون اعتبر أن الرواية يمكن قراءتها كعمل معاد للإسلام وكذلك كنص مستفز يسمح للقارئ بالتفكير بخصوص مخاوفنا كفرنسيين، سواء كانت هذه المخاوف مبررة أم لا.
مدير نشر “ليبراسيون”، لوران جوفران، اعتبر أن رواية ميشيل هولبيك تؤرخ لعودة أطروحات اليمين المتطرف في الأعمال الأدبية الرفيعة، معتبرا أن الرواية توصيف دقيق لمستقبل سيشهد “هيمنة للإسلام، من دون عنف، على فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي”.

اقرأ أيضا

إسدال الستار على الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي

أسدل الستار مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، وذلك بتنظيم جلسة أدبية مغربية تناولت أهم المواضيع المجتمعية التي تشغل اهتمام الكاتبات والكتاب المغاربة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *