في خراب من طين لا يليق إلا لإيواء البهائم والدواب، اكتشف نشطاء حقوقيون في زيارتهم لمنطقة قبيل “الغفُّولَة” ضواحِي مدينة تاوريرتْ،طفلا في 13 من عمره، مربوطا بحبل من قدمه الأيمن إلى جدار حائط، لا يرتدي شيئا سوى سروال قصير ومهتري يستر عورته، من الوهلة الأولى يتبين للناظر أن الطفل يعاني إعاقة دهنية، حسب رواية أم الطفل الذي يحمل اسم فيصل براد، بدأت علامات الإعاقة تظهر على الطفل مند سنته الأولى، تمثلت في حركته المفرطة والعنيفة حيث كان يكسر كل ما يجده وأيضا كان يشكل خرط على كل من حوله، لمْ تجد العائلة سبِيلًا إلى معالجةِ حركته المفرطة، سوى ربطه، وإمداده بالطعام، فِي معتقلٍ قسرِي.
برر ذوي الطفل فيصل سبب ربطهم له الذِي فِي ظروفٍ غير آدميَّة، بأنهُ يكسرُ أيَّ شيءٍ أمامهُ إنْ هو أضحَى حرًّا، مما جعلهم لا يجدون سبِيلًا إلى كفِّ ما قدْ ينجم عنْ حريته بالربط، وإنْ كان ذلك في حجرةٍ من الطين، سبقَ أنْ أصيب فيها إصابات كانت تشكل خطرا على حياته إذ وقعت أحجار من جدار الغرفة التي ربط فيها على رأسه.
في وجود النشطاء هرع الطفل إلى أحضان والته بمجرد دخولها إلى مكان احتجازه، لم تستطع تمالك نفسها فتركت الدموعة حرة تعبر عن عزنها الشديد لما يقاسيه طفها الصغير من عذاب وعزلة في سجن أجبر على العيش فيه وذنبه الوحيد قدومه لهذا العالم مع الاعاقة، تقول الأم أنها لم تستسلم لمرض ابنها وأنها طرقت جميع الأبواب الممكنة غير أن أحد لم يستجب لطلباتها أ يقدم لها المساعدة الممكنة، “ما تركتُ مكانًا إلَّا وقصدتُه بابني هذا، قصدتُ الرباط فلم يقبلُوا به، كما الخميسات وبنسودة في فاس ولم يقبلُوا به، وأنَا أملكُ الآن قطعة من مائة متر، آملُوا أنْ يعينونِي على بنائها، كيْ أنتشلَ ابنِي من هذه الحالة”، تقول الأمُّ.
تضيف الأم قائلة “إنَّ ابنها فيصل معاقٌ منذ سنةٍ من ميلاده، وقد تعبت، طرقتُ جميع الأبواب وما تلقيتُ جوابًا، ولمْ أجد أيَّ حلٍّ، وأنَا أطلبُ الله، أن يلتفت إلى حالنا”، مضيفةً أنَّ مركزا طبيًّا قبلَ باستقبال ابنها غير أنهم تخلوا عنه، بسبب صعوبة التحكم في الطفل، كما أن الطفل فيصل لم يعد يتناولُ دواءه، نفس الشيء يعيشه الأن فيصل لم يعد يتلقَّى العلاجً اللازم لحالته المرضية، كما انقطع عن تناول المهدئات التي تساعده السكون منذ مدة، طويلة بسبب أن الطفل لم تعد العائلة قادرة على السيطرة عليه وعلى حركاته السريعة والقوية.