كتبت الصحيفة الأمريكية (ناشيونال إنتريست)، أن الجولة التي يقوم بها الملك محمد السادس في عدة بلدان إفريقية تدل على المكانة الاستراتيجية للمغرب بإفريقيا، القارة التي أضحت فضاء جديدا للتعبير عن شراكة استثنائية بين المغرب والولايات المتحدة.
وأبرزت الصحيفة، في مقال تحليلي، أمس الجمعة، بعنوان “المغرب، عامل أساسي للاستقرار بإفريقيا”، للناشر وعضو مجلس إدارة عدد من مجموعات التفكير الأمريكية، أحمد الشرعي، أن مكافحة الإرهاب والمصالحة الوطنية والتمويل والتنمية المستدامة بإفريقيا، كلها مجالات يمكن “أن تخلق الشراكة المغربية الأمريكية من خلالها دينامية تعود بالنفع على ساكنة القارة”، وفق وكالة الأنباء المغربية.
واعتبرت الصحيفة أنه “من دعم المسلسلات الديمقراطية إلى مكافحة التطرف العنيف، تعمل المملكة بالتزام وتفان على تقاسم تجربتها مع البلدان الصديقة بمنطقة جنوب الصحراء، في إطار مقاربة تضمن الاستقرار”.
وفي السياق ذاته، لاحظت أن القطاع البنكي المغربي عزز من شبكته في القارة من خلال مواكبة النمو الاقتصادي، الذي يشهده هذا الجزء من العالم، لافتة إلى أن مقاربة المملكة، تحت قيادة الملك، تتماشى مع الرؤية الأمريكية التي تسعى أيضا إلى تعزيز المؤهلات التي تزخر بها إفريقيا في مختلف القطاعات.
وبخصوص مكافحة الإيديولوجيات المتطرفة، أشارت صحيفة (ناشيونال إنتريست) إلى أن المغرب يتميز باعتباره “معقلا للإسلام المعتدل، وذلك بفضل المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، كما يتوفر على المصداقية والموارد البشرية لمواجهة التطرف الديني”.
وفي هذا السياق، ذكرت بأن الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، أشرف في شهر مارس الماضي على تدشين معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، وهو مشروع رائد سيعزز الإشعاع الديني للمملكة وتمسكها بالمبادئ الأساسية للإسلام.
وسجل المقال التحليلي أنه بالإضافة إلى الطلبة المغاربة المسجلين، الذين يبلغ عددهم 150 إماما مرشدا في السنة، يستقبل المعهد حاليا 447 طالبا أجنبيا، ينحدرون من مالي (212 طالبا)، وتونس (37)، وغينيا كوناكري (100)، وكوت ديفوار (75)، وفرنسا (23).
وأشار كاتب المقال إلى أن المقاربة الملكية، التي تلهم البلدان الإفريقية، تدعمها استراتيجية شاملة تسهر على تعزيز الوئام والتلاحم الوطني، مذكرا بإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة في بداية حكم الملك، والتي وضعت حدا لماضي انتهاكات حقوق الإنسان.
ونقل المقال عن العضو البارز في مجموعة التفكير الأمريكية (سانتر فور ستراتيجيك آند إنترناشيونال ستاديز)، حاييم مالكة، أن “السياسة الأمريكية في إفريقيا والاستراتيجية المغربية في القارة تتكاملان في أهدافهما”، داعيا إلى أنه يمكن تعبئة الموارد الحالية في إطار تعاون ثلاثي الأطراف من خلال الاستفادة من الخبرة والتجربة المغربية.
وخلصت صحيفة (ناشيونال إنتريست) إلى أن “إسهامات المغرب والولايات المتحدة ستؤثر بشكل إيجابي في التنمية الاقتصادية والسياسية بإفريقيا، وستمهد الطريق للقطاع الخاص بالولايات المتحدة لتكثيف انخراطه بالقارة”.