دوتشي فيليه: ليبيا ما تزال في أزمة

سعد الدين لمزوق
سياسة
سعد الدين لمزوق4 مارس 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
دوتشي فيليه: ليبيا ما تزال في أزمة
6c8bb439f78d2818cf0a18b679522b8a - مشاهد 24

نشر الموقع الإنجليزي لإذاعة دوتشي فيليه مقالا اعتبرت فيه أن ليبيا لم تتجاوز بعد الأزمة التي غرقت فيها البلاد منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي قبل حوالي ثلاث سنوات.
ونقل المقال مشاعر الغضب التي تساور الليبيين تجاه الوضع في البلاد والحكومة المؤقتة والمؤتمر الوطني العام وهو ما ظهر في قلة الحماس التي أبدوها حين الاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة في 17 فبراير المنصرم.
هذا الغضب تمظهر من خلال العنف الذي مارسه المحتجون قبل يومين من خلال اقتحام مقر المؤتمر وهو ما تسبب في مقتل نائبين بعد إطلاق الرصاص عليهما.
وترى دوتش فيليه أن الأزمة الحالية في ليبيا كبيرة للغاية من خلال الانقسام الحالي بين تيار يمثله الثوار والإسلاميين من جهة وبين القوى التي وصفها بكونها ليبرالية وتسعى للحفاظ على الوضع القائم، وهو ما ينتج عنه انقسام الطرفين حول بعض القضايا مثل دور الدين في الحياة السياسية والمجتمعة ومبدأ العزل السياسي الذي يقصي محسوبين على النظام السابق من تحمل مناصب المسؤولية.
وليس الاستقرار السياسي هو وحده المهدد في ليبيا، يقول المقال، ولكن أيضا الوحدة المجتمعية بسبب انقسام الميليشيات المسلحة وتوزع ولاءاتها بين قوى وحساسيات متنافرة، وهو ما يهدد السلم العام في البلاد باستمرار.
وساق المقال ما حدث قبل شهر من تهديد كتيبتي “الصواعق” و”القعقاع” بالزحف نحو مقر المؤتمر العام لإجبار أعضائه على الاستقالة كمثال على تضارب المصالح بين مختلف الأطراف السياسية في ليبيا. هذا التضارب يجد تصريفا لها في خطاب يوظف التهديد بقوة السلاح مما يرهن البلاد ويضع أمنها على كف عفريت.
أمام هذا الوضع تبدو الفصائل السياسية في ليبيا مدعوة لوضع خلافاتها جانبا والعمل على إيجاد تسوية تقي البلاد شبح الغرق أكثر في مستنقع العنف وتعيد وضع مسار الثورة على السكة الصحيحة.
واليوم، وبعد انتخاب المجلس التأسيسي المنتظر منه أن يصوغا دستورا للبلاد في غضون أشهر، تبدو الصورة مع ذلك قاتمة بسبب المشهد السياسي وحالة الحيرة التي تسود بين المواطنين الليبيين بخصوص المرحلة المقبلة مما يلقى بظلال من الشك حول إمكانية قدرة المجلس على إخراج دستور للوجود في الآجال المرجوة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق