خبير عسكري لـ”مشاهد24″: حدود الجزائر أضحت ملتهبة بسبب واقعة الطائرة المسيرة وقد تشهد انزلاقات خطيرة

قال الخبير العسكري عبد الرحمان مكاوي، إن النظام الجزائري حشر نفسه في زاوية العزلة الإقليمية والدولية بسبب توتر علاقاته مع دول الساحل الثلاث، خاصة مالي وحليفتيها النيجر وبوركينافاسو.

وأضاف مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن حدود الجزائر أضحت ملتهبة بسبب واقعة الطائرة المسيرة، وقد تشهد انزلاقات خطيرة ودموية ستُدخلها في دوامة من الصراعات الميدانية، مشدداً على أن الإرهاصات تؤكد أن المواجهة قادمة لا ريب فيها بتدخلات أجنبية.

وزاد المتحدث موضحاً “دول الساحل فضاء شاسع يصعُب السيطرة عليه استخباراتياً وعسكرياً، ما سيضع الجيش الجزائري في متاهة حقيقية”، لافتاً أن قوة مالي تكمن في الأسلحة الجديدة التي باتت تتوفر عليها مثل طائرات بيرقدار التركية، وإتقان الجيش المالي لفنون حرب العصابات، إلى جانب استعانته بقوات “فاغنر” الروسية، دون إغفال دور مليشيا “ساداك” التركية التي تُقدم بدورها المساعدة للجيش المالي.

ورأى الخبير العسكري، أن تشابك خيوط هذه الأزمة التي تفاقمت منذ إسقاط الجيش الجزائري لطائرة استطلاعية “درون” مالية في منطقة حدودية في الفاتح من أبريل الجاري، وما نجم عنها من تداعيات دبلوماسية، جعلت الجزائر “مخنوقة ومنعزلة”.

وكانت مالي قد اتهمت الجزائر بإسقاط طائرتها المسيّرة “في عمل عدائي مدبّر”، مشيرة إلى العثور على حطامها على بُعد 9.5 كلم من الحدود الجزائرية.

وحيال ذلك، أشار مكاوي إلى وجود اتفاق قديم بين الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة ونظيره المالي موديبو كيتا سنة 1963 ينُص على أن الجيش المالي بإمكانه مطاردة الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة داخل عمق 200 كيلومتر بالتراب الجزائري. مبرزاً أن هذا الفضاء اتسم منذ عقود بالتوتر.

وفي تحليله لواقعة إسقاط الطائرة المالية، اعتبر الخبير في الشؤون الاستراتيجية، أن هناك قراءة أخرى قد تكون قريبة إلى الواقع؛ مفادها أن الطائرة المُسيّرة اسقطت من طرف إحدى الفصائل التابعة لـ”الأزواد”، غير أن الجزائر ركبت على هذه الواقعة لتسويق انتصار وهمي للجيش في ظل تصاعد الأزمة الداخلية، ومحاولة لاستعراض قدراتها العسكرية.

وما يعزز ذلك – يستطرد المتحدث – أن الجزائر وفي إطار الصراع الأوكراني الروسي بالمنطقة وتحت ضغوط أمريكية ركبت على الموجة للتقرب من إدارة الرئيس دونالد ترامب لاقتناء أسلحة أمريكية متطورة، مشيراً إلى أن هناك تقارير تؤكد أن “الأزواد” هم من أسقطوا الطائرة رغم أن هذه الأخيرة لم تتبنى الحادث رسمياً.

وعلى العموم، يرفع إسقاط الطائرة المسيرة سقف أزمة دبلوماسية بين الجزائر ومالي، بل وتمتد إلى كونفدرالية دول الساحل النيجر وبوركينا فاسو.

وكانت الجزائر أعلنت مطلع أبريل عن “انتهاك” المجال الجوي الجزائري من قبل طائرة مالية مسيرة، وكشفت السلطات تفاصيل أكبر، وأن الواقعة لم تكن الأولى وأنها سجلت حالتين مماثلتين في غضون الأشهر القليلة الماضية.

هذه الرواية فندتها السلطات المالية التي وصفت العملية بـ”العدائية”، مضيفة أن طائرتَها كانت في مهمة تحييد مجموعة إرهابية، وبحكم أن المجال الكونفدرالي بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو موحدا للعمليات العسكرية قرر هذا التكتل استدعاء سفراء دوله المعتمدين من الجزائر للتشاور.

اقرأ أيضا

مكالمة من ماكرون تنزل النظام الجزائري عن شجرة “الأزمة المصطنعة” مع فرنسا!!

كما كان متوقعا، لم يستطع النظام الجزائري الاستمرار أكثر من ذلك في "مسرحية" النزاع مع فرنسا، وتكرار "عنترياته" السابقة مع إسبانيا، وتكفلت مكالمة هاتفية من "السلطان" الفعلي للجزائر، الرئيس إيمانويل ماكرون، بجعل النظام العسكري يسارع إلى إصدار ترجمة عربية ركيكة، للبلاغ الصحفي الذي صيغ في الإليزيه، تم نسخها على صفحة رئاسة الجمهورية على الانترنت، فيما شكل مفاجأة "مصطنعة" لكثير من المطبلين للنظام الجزائري، خارج حدود الجزائر!

قرب حدود مالي.. الجزائر تعلن إسقاط مسيّرة مسلحة اخترقت أجواءها

أعلنت الجزائر، الثلاثاء، إسقاط مسيّرة "مجهولة" قرب مدينة "تين زاوتين" الحدودية مع دولة مالي.

جولة دي ميستورا.. خبير لـ”مشاهد24″: تزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء يبدد آمال العالم الآخر

قال عبد الرحمان مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "ديجون" الفرنسية الخبير في الشؤون الاستراتيجية، إن المباحثات التي أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين بالرباط، مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، تم من خلالها التأكيد على أنه "لا حل لقضية الصحراء المغربية خارج إطار مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة والوحدة الترابية للمغرب".