بعد أن أغرق النظام العسكري الجزائري البلاد في عزلة تامة بسبب حربه القذرة ضد الوحدة الترابية للمملكة، لم يعد أمام الكابرانات إلى العودة للتودد لباريس، كما فعلوا مع مدريد، لإصلاح ما أفسده غباء وتعنت جنرالات قصر المرادية.
فقد دفع النظام العسكري الجزائري بأواقه الرسمية إلى الترويج لأكاذيب وترهات من قبيل أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ” يراهن على استراتيجية خفض التصعيد مع الجزائر مستلهما من الكيفية التي لعبت عليها حكومة بيدرو سانشيز الإسبانية، في أعقاب الأزمة الدبلوماسية التي عصفت بالعلاقات الثنائية”، إثر دعم مدريد لمغربية الصحراء.
وتابعت أبواق النظام العسكري الجزائري ترهاتها، مدعية أن الرئيس الفرنسي “يستهدف تسليط حالة من الضغط على الطرف الجزائري، عبر ملف الذاكرة الذي يعتبر من الملفات الحساسة جدا في نظر الجزائريين، في محاولة لإغراء السلطات بالتجاوب معه”، مضيفة أن هي الاستراتيجية التي تبناها رئيس الحكومة الإسبانية، عبر تركيزه على دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وفق ترهاتها.
ويكثف النظام العسكري الجزائري، في الأيام الأخيرة، من محاولاته للخروج من عزلته، إما عبر تحالفات هشة مع بعض الدول مقابل إغراءات مادية على حساب الشعب الجزائري، أو بالتودد لدول أخرى ومحاولة التقرب منها ولو عبر الترويج لأكاذيب، خاصة بعد تكبده هزائم دبلوماسية متتالية، بعد أن حقق المغرب مكتسبات، من أهمها التأييد دولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، إضافة إلى افتتاح قنصليات أجنبية في الأقاليم الجنوبية.