قال عبد الرحمان مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون الفرنسية الخبير في الشؤون الاستراتيجية، إن تأكيد الإكوادو أهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمتها المملكة سنة 2007، خطوة كانت “جد مرتقبة”؛ خاصة بعد إعلان هذه الدولة اللاتينية، تعليق اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، قبل أسابيع.
وأضاف مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الإكوادور وكغيرها من الدول التي تنتمي إلى أمريكا الجنوبية باتت مقتنعة بأن حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية لن يتحقق إلا عبر مقترح الحكم الذاتي، مشيراً إلى أن الأسطوانة المشروخة التي يروجها النظام الجزائري داخل هذه الدول لم تعد تؤثر كما في السابق.
وأكد المتحدث، أن تأكيد الإكوادور أهمية مبادرة الحكم الذاتي يُقْبر “دبلوماسية الشيكات” التي تتبناها الجزائر، لافتاً أن هذه الأخيرة كانت تغلف هذه الأسطوانة بشعارات معسولة ونشر أفكار مغلوطة من قبيل أن الجزائر كانت تدعم الثورة البوليفارية، لكن الواقع يقول عكس ذلك، حيث أن المغرب هو من دعم هذه الثورة بالمال والسلاح.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية على أن الدبلوماسية الواقعية التي تتبناها المملكة المغربية أعطت أكلها، ودفعت دول وازنة في أمريكا اللاتينية إلى تغيير موقفها من قضية الصحراء.
وأشار مكاوي إلى أن الإكوادور وكغيرها من الدول ترى في المبادرة المغربية حلا عمليا وجديا، مبرزاً أن هذه الدينامية التي تحققها الدبلوماسية المغربية تتزامن مع قرب وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من جديد.
واستطرد موضحاً: “ترامب غالبا ما سيُدرج البوليساريو ضمن قائمة المليشيات الإرهابية، ما سيضع النظام الجزائري في حرج شديد، حيث ستُصبح الجزائر الدولة الوحيدة في العالم التي تربط علاقات مع كيان إرهابي منبوذ”.
وأردف مكاوي قائلا: “ذكاء الدبلوماسية المغربية – والتي تسير بسرعة قصوى – سيُحول البوليساريو كحجر صغير في حذاء الجزائر ما سيعرقل خطواتها”.
هذا، وأكدت وزيرة العلاقات الخارجية والتنقل البشري بجمهورية الإكوادورية، غابرييلا سوميرفيلد، اليوم الاثنين، مجددا، على القرار الذي اتخذته بلادها بتعليق اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، مبرزة أهمية مبادرة الحكم الذاتي في منطقة الصحراء التي قدمتها المملكة سنة 2007.
وخلال اجتماع عبر تقنية التناظر الرقمي مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اغتنمت سومرفيلد هذه الفرصة لتجديد التأكيد على القرار الذي اتخذته جمهورية الإكوادور، العضو غير الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، للفترة 2023-2024، بتعليق، منذ 21 أكتوبر 2024، اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، وفقا للمبادئ الكونية لاحترام السيادة والوحدة الترابية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وفي بيان مشترك، تم التوقيع عليه عقب محادثات بين المسؤولين، أكدت الوزيرة الإكوادورية، كذلك، دعم الإكوادور للتوصل إلى حل سلمي ومستدام لهذا النزاع الإقليمي في إطار العملية السياسية التي تتم حصريا تحت رعاية الأمم المتحدة. وأبرزت دعم الإكوادور الكامل للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ومبعوثه الشخصي، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بهذه القضية.
وفي إطار الزخم ذاته، وعلى غرار الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أبرزت رئيسة الدبلوماسية الإكوادورية “أهمية مبادرة الحكم الذاتي” في منطقة الصحراء التي قدمها المغرب سنة 2007، بهدف التوصل إلى حل واقعي وسلمي، قائم على أساس التوافق بين كافة الأطراف، بهدف وضع حد لهذا النزاع الإقليمي.