أكد الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن اقتراح المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء، ستيفان دي ميستورا، تقسيم الأقاليم الجنوبية المغربية إلى شقين، واحد للمغرب والآخر لـ”البوليساريو” يأتي لتطبيق مفهوم الترضيات وليس لإعطاء الأرض لصاحبها أو الذي يستحقها، خاصة في ظل رجاحة مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط.
وأضاف الفاتحي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن اقتراح دي ميستورا يعبر عن عجزه في تنفيذ قرارات مجلس الأمن، مشيراً إلى أن المبعوث الشخصي ابتكر هذا الطرح غير المنطقي بعد أن فشل في إيجاد آلية لتجميع أطراف النزاع حول مائدة مستديرة.
وبيّن الخبير في قضايا الساحل والصحراء أن مبادرة الحكم الذاتي والتي توصف بالجدية وذات المصداقية تشكل أرضية لحل سياسي عادل.
وشدد الفاتحي على أن المملكة ستشجب وستدين هكذا مقترحات خارجة عن نسق الشرعية، مبرزا أن المغرب لن يفرط في شبر من ترابه.
ونقلت وكالة “رويترز” تفاصيل إحاطة قدمها دي ميستورا لمجلس الأمن خلف أبواب مغلقة الأربعاء الماضي، حيث قال إن التقسيم “يمكن أن يسمح من ناحية بإنشاء دولة مستقلة في الجزء الجنوبي (من الصحراء)، ومن ناحية أخرى سيدمج بقية الإقليم (الجزء الشمالي) بالمغرب، مع الاعتراف الدولي بسيادة المملكة عليه”.
وكشف دي ميستورا في الإحاطة التي قدمها أمام أعضاء مجلس الأمن أن المغرب وجبهة البوليساريو لم يقبلا المقترح.
وفي تلميح إلى فشله، أكدت “رويترز” أن دي ميستورا أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بأن “يعيد النظر في جدوى دوره مبعوثا للصحراء إذا لم يتم تحقيق أي تقدم خلال ستة أشهر المقبلة”.