أبرز ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الاثنين ببالي، أن المملكة المغربية مستعدة لتقاسم تجربتها لتقوية أواصر الشراكة مع إندونيسيا والدول الإفريقية الصديقة، وذلك في إطار التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي، طبقا للرؤية السامية للملك محمد السادس.
وأوضح بوريطة الذي يمثل الملك في أشغال منتدى إندونيسيا-إفريقيا، خلال افتتاح نسخته الثانية، أن هذا التعاون يمكن أن يشمل على الخصوص، تفعيل المبادرة الملكية لتشجيع الربط بين بلدان الساحل والمحيط الأطلسي، بغية ربطها بالعالم الخارجي وتمكينها من استغلال شبكات الطرق والموانئ والسكك الحديدية بالمغرب، ومشروع خط الغاز بين نيجيريا والمغرب، الذي يعتبر رافعة أساسية لخلق ظروف النمو المشترك بالمنطقة الأطلسية.
وأضاف الوزير أن التعاون يمكن أن يهم مجال الأمن الغذائي وتطوير الزراعة الإفريقية وتحديثها، خاصة في ظل التجاذبات الجيوستراتيجية التي يعرفها العالم حاليا، وكذا الاستثمار في مجال الصحة والسيادة الصحية لارتباطهما الوثيق بالتطور الاقتصادي والاجتماعي للدول الإفريقية.
وأشار بوريطة بالمناسبة، إلى أن منتدى إندونيسيا-إفريقيا يعد نموذجا مثاليا للتعاون جنوب-جنوب، قادرا على المساهمة في رفع التحديات التي تواجه الطرفين عبر تجاوز الطرق الكلاسيكية للتعاون وإيجاد صيغ جديدة شاملة مبتكرة ومندمجة.
وأعرب في هذا الصدد، عن الأمل في الرقي بهذا المنتدى ليكون فضاء حقيقيا لتنسيق الشراكة البناءة، وذلك من خلال تعزيز الاستثمارات الإندونيسية الإفريقية، وإقامة شراكات تعاون على المستوى الثنائي والثلاثي في قطاعات واعدة وحيوية، كالبنية التحتية والصناعة والتكنولوجيا والطاقات المتجددة والسياحة والذكاء الاصطناعي، وذلك لدفع عجلة التنمية وخلق مزيد من فرص العمل بالقارة.
كما عبر بوريطة في ذات السياق، عن التطلع لخلق منتدى اقتصادي، يعقد بشكل دوري بمشاركة القطاع الخاص، والتعاون لرفع التحديات الكبيرة التي تواجه العالم بأسره، وخاصة تلك التي ترتبط بندرة المياه مما يشكل تهديدا خطيرا للتقدم والتطور الاقتصادي والاجتماعي وأمن واستقرار الدول، مذكرا في هذا الصدد بالخطاب الأخير للملك محمد السادس، الذي أكد فيه على ضرورة تدبير الموارد المائية و”المزيد من الجهد واليقظة، وإبداع الحلول، والحكامة في التدبير”.
ومن جانب آخر، أشاد الوزير بالتنظيم الجيد لهذا المنتدى، مبرزا أن الالتزام الراسخ للمغرب بالمشاركة في هذا الحدث ينبثق من الصداقة الوثيقة مع إندونيسيا، والتي يرعاها قائدا البلدين الملك محمد السادس والرئيس جوكو ويدودو، وكذا الأهمية التي يوليها المغرب لأمن واستقرار وتقدم القارة الإفريقية، وتقوية التعاون جنوب-جنوب.
وفي ما يتعلق بشعار المنتدى “روح مؤتمر باندونغ من أجل أجندة 2063 لأفريقيا”، أكد بوريطة أنه يستمد إلهامه من روح هذا المؤتمر، الذي يعد حدثا مفصليا في مناقشة السلام وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدان الإفريقية والآسيوية.
ومن جانب آخر، أكد بوريطة على مكانة إندونيسيا كقوة فاعلة ملتزمة بدعم الاستقرار والسيادة الوطنية والوحدة الترابية لكافة الدول الإفريقية، وحرصها على تعزيز الشراكة مع هذه الدول في إطار رابح – رابح، مما يضفي قيمة بالغة على هذه الشراكة بهدف تحقيق التنمية والتقدم والرخاء لكلا الطرفين.