بنطلحة يعدد لـ”مشاهد24″ دلالات رسائل سيجورني وأسس مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية

“شكرا على ترحيبك عزيزي ناصر بوريطة وعلى هذا التبادل الدافئ والعميق. الرابط الذي يوحد بلدينا استثنائي. دعنا ننظر إلى المستقبل”، بهذه العبارات توجه وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني، إلى نظيره المغربي ناصر بوريطة، عبر منصة “إكس” في ختام زيارته الأولى إلى المملكة وإلى المنطقة ككل. عبارات خاطبت بها فرنسا البلد الأوروبي، المغرب القوة الإقليمية الصاعدة في ظل عالم شهد ويشهد العديد من التحولات نسفت ما كان لصالح ما نحن عليه الآن.

محمد بنطلحة الدكالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض في مراكش، ألقى الضوء ضمن قراءة تحليلية لـ”مشاهد24″، على فحوى رسائل سيجورني من الرباط، بشأن مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية، بناء على طموح الحاضر وروابط الماضي.

أول رسالة توقف عندها الدكالي، كون زيارة الوزير المعين حديثا على رأس الخارجية الفرنسية، هي زيارة لتجاوز مرحلة سوء الفهم وفتح باب التواصل مع المملكة، مضيفا أن الأمر يتعلق بفصل جديد في العلاقات الثنائية من أجل المصالح العليا للبلدين.

ولأن قضية الصحراء المغربية هي النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، كما أكد الملك محمد السادس، في خطاب الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، لفت المتحدث ذاته إلى الرسالة الثانية، وهي تأكيد فرنسا على دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007.

وقال في هذا السياق “هذا الموقف دأبت الدبلوماسية الفرنسية على تأييده على المستويين الأممي والأوروبي، وسيجورني أكد في الندوة المشتركة مع نظيره المغربي أن فرنسا تريد حل النزاع في إطار مقترح يرضي كلا الطرفين مع دعم جهود المبعوث الأممي من أجل إعادة المفاوضات”.

وتابع “المسؤول الفرنسي  صرح بأنه اختار المغرب كأول زيارة له إلى المنطقة ما يبين أنه سيقوم مستقبلا بجولة تشمل بلدان هذه الأخيرة، وزيادة على ذلك، أثنى على الجهود الجبارة التي قامت وتقوم بها المملكة من أجل تنمية الأقاليم الجنوبية المغربية”.

الرسالة الثالثة عنونها بنطلحة بـ”البراغماتية”، حيث أوضح أن الوزير الفرنسي تكلم عن البراغماتية التي تقوم على النفعية والمصالح ولا تعير اهتماما للقيم أو المبادئ، مردفا أن البراغماتية السياسية، تتعامل مع الوضع السياسي بشكل واقعي كما هو وليس كما ينبغي أن يكون للوصول إلى النتيجة المرجوة.

وفي إطار البراغماتية، تطرق إلى إعلان المسؤول الفرنسي عن زيارات مرتقبة لوزراء بلاده إلى المغرب، وخص بالذكر وزير الاقتصاد، معتبرا أن هذا دليل على كون الهاجس الاقتصادي، يبقى عنصرا أساسيا في عقيدة الدبلوماسية الفرنسية، “سيما أنه تحدث عن خارطة طريق تمتد لثلاثين سنة المقبلة” يضيف مؤكدا.

ومن زاوية الأكاديمي، استحضر الدكالي رسالة بمفهوم “التبصر”، لافتا إلى قول سيجورني، إن المغرب تطور كثيرا في ظل حكم الملك محمد السادس، في اعتراف ضمني بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وتأكيده على أنه “يجب أن نرى التحديات المقبلة بالكثير من التبصر حتى نجاري العالم الذي يتحول بسرعة”.

“مصطلح التبصر يستشف منه أن فرنسا أدركت أن المغرب أصبح قوة إقليمية صاعدة، والمبادرات التي أطلقها سواء في غرب إفريقيا أو بدول الساحل أو دول الأطلسي أو في علاقته المتعددة الأقطاب مع القوى العظمى، تفرض ضرورة التحلي بالواقعية السياسية وهو ما أشير إليه بالتبصر، مصطلح التبصر لم يأت صدفة أو عبثا وإنما ينم عن إدراك لمكانة المغرب الدولية والإقليمية اقتصاديا وسياسيا. التبصر يحيل إلى العقل والواقعية السياسية وعدم الانسياق وراء بعض الجيران في أحلامهم الميتافيزيقية” يوضح الأستاذ الجامعي.

وفي نفس الاتجاه، ذكر بنطلحة أهمية الرسالة التي وجهها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، من الرباط، إذ أكد أن المملكة المغربية أصبحت قطبا أساسيا في المنطقة وفاعلا مهما في المنتظم الدولي، وبفضل الإصلاحات التي قام بها الملك محمد السادس، فهي تقدم فرصا كبيرة لشركائها وصارت شريكا مطلوبا من قبل العديد من القوى الدولية.

وختم قراءته التحليلية، بالإشارة إلى أنه بعد وضع نقط ثابتة على مبدأي “الثقة” و”الاحترام المتبادل” كما على حروفهما، تسير العلاقة المغربية الفرنسية صوب نضج الأفكار، مسجلا أن زيارة تقود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بلادنا، ستقترن بفصل النضج في المرحلة الجديدة من علاقة الرباط وباريس.

اقرأ أيضا

تونس ليبيا الجزائر

دبلوماسي تونسي يقصف “القمة الثلاثية”

قال إلياس القصري، السفير التونسي الأسبق في كل من "سيول، ونيودلهي، وطوكيو، وبرلين"، إن "البعض يفسر ضعف اهتمام الرأي العام التونسي بمجريات القمة الثلاثية التونسية الجزائرية الليبية، بتونس، بعدم الاقتناع بجدوى ومخرجات هذه المبادرة الدبلوماسية..

المغرب يعرب عن استنكاره الشديد لاقتحام باحات المسجد الأقصى من طرف متطرفين

أعربت المملكة المغربية التي يرأس عاهلها الملك محمد السادس، لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، عن استنكارها الشديد وشجبها لاقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، من طرف بعض المتطرفين وأتباعهم وقيامهم بممارسات استفزازية تنتهك حرمته.

بنطلحة لمشاهد24: المغرب يكسب جولات جديدة في تكريس سيادته على الصحراء وسط تراكم أخطاء الخصوم

في وقت يراكم خصوم الوحدة الترابية للمملكة أخطاء تمس جوهر الشرعية الدولية، من قبيل التعامل مع الحركات الإرهابية والمتاجرة في التهريب والمخدرات، يكسب المغرب محافظا على هدوئه جولات جديدة على مستوى القضبة الوطنية، هكذا رسم محمد بنطلحة الدكالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض في مراكش، صورة واقع ملف الصحراء المغربية في ظل تجدد الدعم الدولي لسيادة المغرب على صحرائه ولمبادرة الحكم الذاتي.