بعد “الاستعراض السياسي” الذي قام به زعيم جبهة “البوليساريو” الإنفصالية بإيعاز من الجزائر، أثناء زيارته الأخيرة إلى إيرلندا، خرجت دبلن اليوم السبت عن صمتها، لتؤكد أن زيارة المدعو إبراهيم غالي “ليست رسمية”، مجددة تأكديها بأنها “لا تعترف بالكيان الوهمي”، ما يشكل صدمة كبيرة لأعداء الوحدة الترابية.
ويعكس هذا الرد الرسمي العزلة التي باتت تعيشها الجبهة الانفصالية وذلك بعد أن مُنيت في السنوات الأخيرة بخسائر دبلوماسية وميدانية كبيرة، كما يكشف حجم الأكاذيب التي تروجها “البوليساريو”.
وفي ردها على هذه الزيارة – والتي تفاخرت بها وسائل إعلام انفصالية وروجتها على نطاق واسع البروباغندا الجزائرية – قالت سفارة إيرلندا في المغرب، إن دبلن “لا تعترف بالكيان الوهمي”.
واستطردت إن “وجود زعيم ميليشيا البوليساريو الانفصالية في إيرلندا كان ذا طبيعة “خاصة”، ولم يكن “مبنيا على دعوة رسمية”، كما روجت له الدعاية الانفصالية.
وجاء في البيان الرسمي الإيرلندي، والذي صيغ بهدوء لاذع: “إن زيارة ممثلي جبهة البوليساريو إلى إيرلندا الأسبوع الماضي كانت زيارة خاصة، نظمتها جمعية صغيرة مؤيدة للبوليساريو تنشط في إيرلندا”.
فالحكومة الإيرلندية ليست مشاركة أو مسؤولة بأي حال من الأحوال عن هذا النشاط الذي لم تسمح به، كما أنه لم يتم استقبال الانفصاليين من قبل أي عضو في الحكومة الإيرلندية.
وشددت السفارة على أن موقف إيرلندا بخصوص نزاع الصحراء الطويل الأمد يتمثل في أنها “تدعم بشكل كامل الجهود التي تديرها الأمم المتحدة، وجهود الأمين العام للوصول إلى تسوية سياسية نهائية ومقبولة متبادلة بشأن هذه القضية”.
وعلى الرغم من طلباتهم الملحة ودعم مبعوثيهم، لم يعقد الانفصاليون أي اجتماعات ــ لا رسمية ولا غير رسمية ــ مع رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار، ولا مع وزير الخارجية مايكل مارتن. كما لم يتم استقبال عملاء الميليشيا الانفصالية من قبل الهيئة التشريعية الإيرلندية أيضًا.
وحيال ذلك، رفض رئيسا المجلسين، وكذلك رئيس اللجنة المشتركة للشؤون الخارجية، استقبالهم.
وفي هذا الصدد، لم يتم استقبال سوى بعض البرلمانيين المتعاطفين والممثلين للجماعة الانفصالية، بصفة شخصية وليس باسم البرلمان.
وخلافا لما روجت له البروباغندا الجزائرية، والتي حاولت توريط إيرلندا – البلد الأوروبي الذي تجمعه شراكة استراتيجية بالمملكة- في دعم الانفصال، جاء في البيان الرسمي الإيرلندي، أن: “إيرلندا لا تعترف” بما يسمى “الجمهورية الصحراوية” الوهمية.
موقف إيرلندا بشأن قضية الصحراء المغربية لم يتغير فحسب، بل تم توضيحه وإعادة تأكيده اليوم لدحض أكاذيب “البوليساريو”.
وتسعى الجبهة الانفصالية بدعم جزائري إلى إعادة إحياء الأطروحة الانفصالية التي فقدت في السنوات الأخيرة بريقها، وذلك في ظل نجاح الدبلوماسية المغربية في إقناع المنتظم الدولي بجدية مبادرة الحكم الذاتي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.