من لشبونة ومدريد، مروراً بروما وبرلين وبراغ وغيرها من الدول الأوروبية، بات مخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد والأوحد للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية يحظى بالدعم المتزايد في القارة الأوروبية.
وأكد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الخميس في براغ، أنه بعد الموقف الذي عبرت عنه جمهورية التشيك اليوم – والتي اعتبرت أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 مجهود جاد وذو مصداقية من جانب المملكة، وأساس جيد لحل متوافق بشأنه بين الأطراف – أصبح 14 بلدا عضوا في الاتحاد الأوروبي يدعمون ويثمنون مخطط الحكم الذاتي.
وتدعم هذه العواصم الأوروبية أيضاً، الجهود الجادة التي يبدلها المغرب لدفع العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة قصد إيجاد حل دائم ونهائي لقضية الصحراء المغربية.
وحيال ذلك، قال حسن بلوان، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، إن انضمام جمهورية التشيك إلى ركب الدول الأوروبية الداعمة للمقترح المغربي لم يأت من فراغ بل هو نتاج دبلوماسية مغربية رزينة تشتغل بحكمة وذكاء. مشيراً إلى أن دعم مخطط الحكم الذاتي يعني دعم مغربية الصحراء من طرف هذه الدول الأوروبية.
ويمكن وصف الخطوة التشيكية – يضيف بلوان في تصريح لـ”مشاهد24″ – بالنجاح الإضافي للدبلوماسية المغربية، مشدداً على أنه اختراق دبلوماسي جديد سيكون له ما بعده، ويضع المشروع الانفصالي الذي تقوده الجزائر في عنق الزجاجة.
ويرى الخبير في العلاقات الدولية أن النظام الجزائري بات يراكم الإخفاقات في ظل فشله في إقناع أطراف أوروبية بأسطوانته المشروخة. لافتاً أن الدعم الدولي الواسع لقضية الصحراء يؤكد مصداقية المقاربة المغربية.
واعتبر المتحدث أن هذا الزخم الدولي يؤكد مرة أخرى أن حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بدأ يقترب.
وفي سياق آخر، يعتقد المحلل السياسي أن نفس الزخم سيدفع فرنسا إلى الخروج من المنطقة الرمادية، وهو ما سيشكل في اعتقاده ضربة “الكاو” لأعداء الوحدة الترابية.
وأكد بلوان أن جل المعطيات تُبين أن فرنسا باتت قاب قوسين أو أدنى من انخراطها في هذه الدينامية وبالتالي حسم مغربية الصحراء داخل الاتحاد الأوروبي. مبيناً أن الدبلوماسية المغربية قد تركز أيضا على بعض الدول الاسكندنافية التي تحتضن بعض الوجوه الانفصالية لطي الملف بشكل نهائي.