أدى الملك محمد السادس، ، صلاة الجمعة بمسجد الهادي بسلا.
وأكد الخطيب، في مستهل خطبة الجمعة، أن التوحيد الحق يقتضي من كل مؤمن أن يرى الخير والضر من تصرفات الله تعالى، فهو يعطي النعمة ويكشف الضر، والمقصود تقرير أن الله تعالى مدبر الأسباب خيرا كانت أو شرا.
وأوضح أن من النعم على الإنسان ما بينه سبحانه بقوله: ” والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون”، مضيفا أن هذا الإخراج للإنسان من العدم وإعطائه وسائل العلم الكسبي نعمة ولطف من الله بكل فرد، على أن الله في هذه الحياة أراد لنا أن نعيش جماعة، ونعمه سبحانه على الجماعة أن تكون محكومة بما هو موروث عن النبوة وهو العلم والحكمة.
وأبرز الخطيب أن الأمة المغربية في هذا الباب أولى الأمم بالشكر لما كتب الله لها من إمامة عظمى تحمي الأمن والإيمان، وتقودها في باب المعاش إلى ما يدفع عنها الخوف والخصاصة، مضيفا ” فإمامتنا العظمى في شخص أمير المؤمنين حفظه الله أسوة لنا بما يتحقق به الفلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة وهي صفات بادية يرى الناس في مختلف الأحوال والظروف عناوينها الكبرى في سيرة أمير المؤمنين أعزه الله “.
هذه العناوين الكبرى، يقول الخطيب، تتمثل في التعلق بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومحبة أولياء الله الصالحين والحث على الوحدة والمحبة بين مكونات الأمة، والحض على التضامن الذي يدخل في باب المعروف والاجتهاد في رفع الظلم والتمتيع بالحقوق للأسرة والمرأة والطفل.
وأضاف الخطيب أن ” الأمة المغربية والحمد لله مرهفة الحس تعلم بالفطرة من إمامها الصدق في القصد والعزم في التدبير، وكلما وقع الابتلاء بمثل حادثة الزلزال ظهرت صور رائعة من فضائل هذه الإمامة العظمى، وظهرت اخلاق سنية في هذه الأمة تستطيع بها هذه القيادة أن تباهي الأمم بهذا الكنز من القيم العريقة “.
واستحضر الخطيب قوله تعالى “وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم” ، مبرزا أن هذا البيان الرباني يستدعي منا فتح الأعين وإدراك أنواع النعم والحرص عليها بالشكر والاستزادة منها، وهي قبل كل شيء تعود علينا بالمنافع الفردية والجماعية.
وأكد على أنه ” ما ينبغي أن نعتقده ونستحضره على الدوام أيها المؤمنون هو أن الشكر لا يكفي فيه القول باللسان بل الأصل فيه المثابرة على العمل والإخلاص فيه “، مضيفا ” فيا أيها المؤمنون اشكروا الله على نعمه يزدكم واذكروه يذكركم وأجلوه وعظموه، وأكثروا من الصلاة والسلام على ملاذ الورى وشفيع الأنام”.