في سياق إستكمال البناء التنظيمي لمنتدى الأصالة والمعاصرة للهندسة الوطنية،ترأس مصطفى بكوري،الأمين العام للحزب،أشغال المؤتمر التأسيسي لأول فرع جهوي للمنتدى الوطني لجهة الدار البيضاء الكبرى، يوم السبت الأخير، وأسفرت أشغاله عن انتخاب مجلس الفرع الجهوي الذي يضم 29 مهندسا ومهندسة، وانتخاب المكتب الجهوي الذي يضم 15 مهندسا ومهندسة، ثم انتخاب رئيس الفرع الجهوي السيد عبد اللطيف جيفر بإجماع المهندسين المصوتين (25 صوت على 29 صوت)
وأوضح بيان تلقى موقع ” مشاهد” نسخة منه، أن مصطفى بكوري ، قدم خلال الجلسة الإفتتاحية لأشغال المؤتمر التأسيسي، كلمة امام السادة المهندسين الحاضرين (ما يقارب )100( مائة مهندس ومهندسة)، حيث أشاد فيها بهذه المحطة التنظيمية المتعلقة بإنشاء ذراع من أهم أذرع الحزب المهنية، وهذه لبنة تضاف إلى عملية استكمال بناء الجسم الحزبي، باعتبار “أن الفروع الجهوية لمنتدى حزب الأصالة والمعاصرة تعد بمثابة أعضاء الجسم السليمة التي يكمل بعضها البعض الآخر، وتساهم في الأداء القوي والفعّال لكل الجسم التنظيمي للحزب”.
وأضاف المصدر ذاته، أنه انسجاما مع مواضيع المحاضرات التي ألقيت على هامش المؤتمر التأسيسي، تحت شعار “المهندس الاجتماعي والتنمية الجهويةً”، والتي تضمنت ثلاث محاور: التنمية الجهوية ،السياسات العمومية والحكامة الجيّدة، وآفاق التنمية المجالية لجهة الدار البيضاء الكبرى، قدّم بكوري خلاصة عملية للرّهانات الواجب استيعابها في مجال تدخلات كل الفاعلين من مهندسين و تقنيّين وسياسيين أو منتخبين وإداريين:
– الرهان الأول: الأخذ بالوسائل وتعبئة الإمكانيات وعقلنة التخطيط من أجل مدن ذكية مستقبلية، تحترم معايير جودة عيش الساكنة لعشرات السنين القادمة، لأن المدن الحالية قد بنيت في مجملها خلال الأربعين سنة الماضية. وبناء على هذا المعطى، دعا بكوري السادة المهندسين إلى العمل في تدخلاتهم المهنية، إلى وضع أسس منهجية لخلق مدن وفضاءات حياة تحترم المتطلبات الآنية وكذا المتطلبات المستقبلية للمدن المغربية.
– الرهان الثاني: يضيف بكوري، أنه لم يعد مقبولا أن نرهن العمل السياسي وعمل المنتخبين بالإرتجالية في الأداء.ممّا يعني أن القرارات المتعلقة بالتنمية المجالية، يجب أن ترتكز على أسس معرفية موضوعية وإستشرافية من أجل بناء مجالات ذكية ومستقبلية. وعلى المهندسين أن يساهموا مع باقي المتدخلين في إغناء العمل ،لرفع تحديات التنمية المحلية بكل أبعادها المتنوعة.
– الرهان الثالث: ذكّر فيه بكوري ،بمحدودية المنهجية الحالية المتبعة في تنمية المدن وتعزيز جاذبيتها، ذلك أن المنهجية المبنية على الميزانيات في تدبير التنمية، قد أبانت عن عيوب كثيرة بعد تنفيذ المشاريع، وأعطى أمثلة حيّة على ذلك. ثم اقترح بناء منهجية ترتكز على تحديد الأهداف وتشخيص المبادرات، ثم التخطيط والتنفيذ التدريجي حسب الإمكانيات، دون إغفال التحولات والمتغيرات المستقبلية، لملائمة التنفيذ انسجاما مع الرؤيا التنافسية، والمعايير العصرية لإنجاح جاذبية المدن والمجالات الترابية الأخرى. وهذه المنهجية هي الأقرب والأنجح في معالجة الإختلالات الاجتماعية التي تعرفها بعض المدن ،وكذا بعض منغصات العيش الأخرى كصعوبة المواصلات والسكن غير اللائق.
– الرهان الرابع: لم تعد مسؤولية المنتخب مسؤولية شكلية في سياق الأوضاع القائمة، ولكن تعتبر مسؤولية المنتخب مسؤولية جوهرية وعميقة إزاء الإختلالات، وعلى هذا الأساس، يجب على المنتخب أن يحسن الإنصات لإنتظارات الساكنة، كما يجب عليه حسن التشاور مع المهندسين والخبراء لتأطير قراراته وتدخلاته فيما يفيد، لأن المنتخب لا يطلب منه أن يكون خبيرا بجميع المجالات ،كما أوضح السيد بكوري، ولكن عليه أن يتعاون مع المهندس والخبير.
– الرهان الخامس: دعا زعيم حزب الجرار إلى تعبئة جميع أذرع الحزب الموازية وخلق نوع من الإنسجام والتعاون فيما بينها لتقوية أداء الحزب وإشعاعه على الصعيد المحلي والوطني، لأن العمل المشترك لجميع الأذرع والمنتديات، ستساهم في تشخيص الأوضاع واقتراح الحلول والبدائل لجميع القطاعات الحيوية، ولعلّ منتدى المهندسين من المنتديات التي تقع عليها مسؤولية أكبر في مجال التشخيص ومعالجة الحالي واستشراف المستقبل.