ناشد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، المبعد الصحراوي إلى موريتانيا،كل المنظمات و أجهزة الإعلام الدولية، الوقوف إلى جانب ساكنة مخيمات تيندوف من نازحي نزاع الصحراء، حتى يتمكنوا من العودة الكريمة إلى أرضهم أو تتاح لهم سبل العيش الكريم، و يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية الأساسية من وثائق ثبوتية وشغل و تنقل و تعبير حر عن الرأي.
ورغم مايعانيه في منفاه،كما قال في مقال جديد له، من حرمان من الاجتماع بأبنائه، و حرمانه من حقه في التنقل خارج موريتانيا، فقد عبر عن نيته التنقل قريبا إلى الحدود الموريتانية المتاخمة للمخيمات ومناطق تواجد الصحراويين تحت ادارة البوليساريو، “لتقييم الوضع”، وذلك بدافع من واجب التضامن مع أهاليه في هذا الظرف الصعب، الذي يجتازونه.
و بهذه المناسبة ، وجه مصطفى سلمة، نداء إلى كل الصحفيين من أجل التنقل معه للاطلاع على أوضاع الصحراويين عن كثب، بعدما حاولت البوليساريو باحتفالها منذ أيام في منطقة “اغوينيت” الصحراوية المتاخمة للحدود الشمالية لموريتانيا، و بحضور كافة قيادييها بمن فيهم رئيسها، تسويق صورة مزيفة عن حقيقة الوضع الذي يعيشه الصحراويين في هذا الظرف، و توجيه الأنظار بعيدا عن الاحتجاجات في المخيمات.
وهذا هو نص المقال الذي توصل اليوم موقع ” مشاهد” بنسخة منه، من طرف المناضل الصحراوي المغربي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود:
نزل أخيرا رئيس مفوضية غوث اللاجئين بالجزائر إلى المخيمات الصحراوية ، والتقى لأول مرة منذ قرابة 40 سنة بشبان صحراويين معتصمين أمام مكاتب مفوضية غوث اللاجئين بالرابوني ( العاصمة الإدارية للبوليساريو )، بعضهم مضرب عن الطعام منذ 20 يوما، يطالبون بوثائق تثبت وضعيتهم القانونية كلاجئين و بحقهم في العمل على شاكلة ما توفره الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين عن طريق “الانوروا”، بعد أن سدت السلطات الجزائرية كل سبل تعيشهم فوق أراضيها، و التي كان آخرها منعهم من التزود بالمواد الغذائية من مدينة تيندوف مصدر أغذية المخيمات اليومية الوحيد.
مع نزول السيد المفوض من برجه العاجي في العاصمة الجزائر إلى فيافي تيندوف، حيث يعيش آلاف الصحراويين، الذين يوصفون من قبل الأمم المتحدة بأنهم لاجئين تحت الولاية القانونية للمنظمة التي يمثلها زائر معتصمي”الرابوني” اليوم، الذي لم يخجل من أن يصف كل صحراويي المخيمات بالنكرة. فالوضع القانوني للصحراويين في المخيمات فوق التراب الجزائري حسب تعبيره، يوصف بحالة اللجوء الجماعي أشخاصها غير معينين. أي أن المفوضية السامية لغوث اللاجئين و الأمم المتحدة لا تعرفهم ،وإنما أعطت للجزائر وعاء اسمه مخيمات اللاجئين الصحراويين، تضع فيه هذه الأخيرة المحتوى الذي تريد. تمنع منه من تشاء مثل حالتي، و تؤوي إليه من تشاء ممن لا علاقة له بالصحراء ولا بنزاعها، وبالتالي تشريع للجزائر لصنع البوليساريو التي تريد.
وحتى لا يخيب أمل أهلنا في إمكانية إنقاذهم من حالة الحصار التي فرضتها السلطات الجزائرية عليهم، بعد تنصل مفوضية غوث اللاجئين على لسان أعلى سلطة فيها بالجزائر من التزاماتها القانونية تجاههم، و يصيروا عرضة للموت جوعا أو برصاص الجيش الجزائري على حدود المخيمات، أو يصبح شبان المخيمات وقودا لحروب الجماعات الإرهابية. فإننا:
نناشد كل المنظمات و الصحافة الدولية الوقوف إلى جانب ساكنة مخيمات تيندوف من نازحي نزاع الصحراء، حتى يتمكنوا من العودة الكريمة إلى أرضهم أو تتاح لهم سبل العيش الكريم، و يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية الأساسية من وثائق ثبوتية وشغل و تنقل و تعبير حر عن الرأي.
و من جهتنا، رغم ما نعانيه في منفانا من حرمان من الاجتماع بأبنائنا، و حرماننا من حقنا في التنقل خارج موريتانيا، إلا أن واجب التضامن مع أهلنا في هذا الظرف الصعب الذي يمرون به،يفرض علينا التنقل قريبا إلى الحدود الموريتانية المتاخمة للمخيمات ومناطق تواجد الصحراويين تحت ادارة البوليساريو، لتقييم الوضع.
و بهذه المناسبة أوجه نداء إلى كل الصحفيين من أجل التنقل معي للاطلاع على أوضاع الصحراويين عن كثب، بعدما حاولت البوليساريو باحتفالها منذ أيام في منطقة “اغوينيت” الصحراوية المتاخمة للحدود الشمالية لموريتانيا، و بحضور كافة قيادييها بمن فيهم رئيسها، تسويق صورة مزيفة عن حقيقة الوضع الذي يعيشه الصحراويين في هذا الظرف، و توجيه الأنظار بعيدا عن الاحتجاجات في المخيمات.