انتقد محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، والمحلل السياسي المعروف، رد فعل النظام الجزائري، على موقف المغرب الذي احتج بقوة، بعد تعرض أحد موطنيه لإطلاق الرصاص من طرف حرس الحدود، في الجارة الشقيقة.
واعتبر الحسيني، في اتصال هاتفي مع موقع ” مشاهد”، أن ” الحادث ليس بالضرورة أن يكون مقصودا، لكن رد فعل النظام الجزائري، هو الذي قد يؤدي إلى مالاتحمد عقباه، وليس من شأنه إلا أن يصب الزيت على النار”، على حد قوله.
وأضاف الحسيني، أن معاداة المغرب، غدت من الثوابت في السياسة الجزائرية، التي تجنح دائما نحو السير في هذا الاتجاه، وذلك بفتح جبهة خارجية للتغطية على المشاكل الداخلية التي يشهدها البلد.
ووصف الحسيني هذه العداوة بأنها أصبحت ” خطة ممنهجة”، من طرف سلطات الجزائر، لدرجة أنه كلما وقعت مشاكل في داخلها، إلا وحاولت تصريف الأنظار عنها، بتوجيهها إلى الخارج، للتغطية عليها.
وفي هذا السياق، استحضر المحلل السياسي، ماعاشته الجزائر مؤخرا، من أحداث من بين عناوينها البارزة، في نظره: عدم الاستقرار، تدهور الوضع الأمني، اغتيالات لبعض المسؤولين، اعتصامات لرجال الأمن، والمطالبة بإقالة مدير الأمن.
وعاب الحسيني على سلطات الجزائر الأسلوب الذي اتبعته في الرد على احتجاج المغرب، مشيرا إلى أن الموقف كان يقتضي منها تقديم نوع من الاعتذار، وإجراء تحقيق جدي في النازلة، واتخاذ العقوبات اللازمة في حق المتسببين في الحادث، لتتم، بعد ذلك، تسوية المسألة بكيفية أخوية.
وبعد أن استبعد أن تجر الاستفزازات الجزائرية المغرب نحو المواجهة المسلحة، ختم الحسيني تصريحه بالتركيز على أهمية الحوار بين الطرفين، باعتباره” الوسيلة المثلى لتجاوز مثل هذه العراقيل”، معبرا عن أمله في أن ينعم الله على الجزائر، في المستقبل القريب، بمسؤولين جدد، يكونون أكثر نضجا ووعيا، بأن مصلحة الجزائر تكمن في التعاون والتفاهم مع جارها المغرب، لما فيها خير شعوب المنطقة المغاربية كلها.
اقرأ أيضا
المنتدى المغربي الموريتاني يرسم مستقبل تطور العلاقات بين البلدين
أشاد المنتدى المغربي الموريتاني، باللقاء التاريخي بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ …
مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة
شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.
أليس لجنرالات حكم الجزائر من يُصحِّيهم
إنه إعصارٌ اندلع هُبوبًا على الرُّقعة العربية من هذا العالم، له جذورٌ في “اتفاقيات سايكس بيكو”، ولكنه اشتدَّ مع بداية عشرينات هذا القرن وازداد حدة في غزة، ضد القضية الفلسطينية بتاريخها وجغرافيتها، إلى أن حلَّت عيْنُ الإعصار على سوريا، لتدمير كل مُقوِّمات كيانها. وهو ما تُمارسُه إسرائيل علانية وبكثافة، وسبْق إصرار، نسْفًا للأدوات السيادية العسكرية السورية.