المغرب يؤكد في نيويورك انخراطه في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب..وكيري يشيد به

قالت امباركة بوعيدة، أمس الثلاثاء بنيويورك، إن المغرب، العضو المؤسس للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، “منخرط تماما في هذه المقاربة” وسيستمر في المساهمة بفعالية في تحقيق الأهداف التي سطرتها.
في هذا السياق، أبرزت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في تدخل لها خلال الاجتماع الوزاري الخامس للمنتدى المنعقد تحت الرئاسة المشتركة الأمريكية – التركية على هامش الدورة ال69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن المغرب أطلق، جنبا إلى جنب مع هولندا، خلال الاجتماع الثاني لهذا المنتدى، مبادرة مشتركة حول المقاتلين الإرهابيين الأجانب، في الوقت الذي بدأ فيه هذا التهديد يتزايد في سياق الأزمة السورية.
ولاحظت الوزيرة أن هذه المبادرة أبانت عن القدرة الاستباقية للمنتدى، على اعتبار أن إشكالية المقاتلين الإرهابيين الأجانب تكتسي حاليا طابعا ذا أولوية بالنسبة للمجتمع الدولي.
وبعد اجتماعات الخبراء التي انعقدت بكل من لاهاي ومراكش وأبوظبي، قدم المغرب وهولندا أمس الثلاثاء “مذكرة لاهاي – مراكش حول الممارسات الجيدة لاستجابة أكثر فعالية لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب” وذلك من أجل اعتمادها من قبل المنتدى.
وأكدت الوزيرة على أن البلدين سيواصلان مساهماتهما في تنفيذ هذه المذكرة في إطار مجموعة العمل للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، مضيفة في هذا السياق أن المغرب سيحتضن في دجنبر المقبل في مراكش الاجتماع الافتتاحي لمجموعة العمل هاته.
وقالت الوزيرة إن المغرب، الذي تأثر بشكل مباشر من ارتفاع حدة التهديد الإرهابي الجديد، يواصل نشر وتكييف ترسانته الوطنية لمكافحة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والتي تستند على أسس الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب.

وأضافت، في هذا الصدد، أن الاعتقالات المتعددة للأفراد وتفكيك خلايا تجنيد وإرسال المقاتلين إلى مناطق الصراع تعتبر نتيجة للتعبئة المستمرة للسلطات المغربية ووجود إطار قانوني ملائم يشكل أساس المتابعات القضائية.
من جهة أخرى، ذكرت السيد بوعيدة بالمقترح المغربي، الذي قدم خلال الاجتماع الخامس للجنة التنسيق للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، والذي عقد في الرباط في أبريل الماضي، والرامي لإطلاق مبادرة تتعلق بأمن الحدود، انطلاقا من قناعة المملكة بالحاجة إلى التشاور والتعاون على مستويات متعددة من أجل أمن “الحدود المفتوحة”.
وتتويجا لهذه الجهود، تقول الوزيرة، سيقوم المغرب والولايات المتحدة بالعمل معا “لقيادة هذه المبادرة”، معربة عن أملها في أن يتم ذلك بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وباقي أعضاء المنتدى الآخرين.
من جهة أخرى، أكدت السيدة بوعيدة أن المغرب سيقدم مساهمة فعالة للمبادرة الرامية لإنشاء إطار لتعزيز التعاون القضائي غير الرسمي والتنسيق في منطقة الساحل والمغرب العربي للرد على الأنشطة الإرهابية والإجرامية ذات الصلة.
وأضافت أن هذه المساهمة تندرج في إطار التزام المغرب بدعم الاهتمام الذي يوليه المنتدى للتهديدات ذات الطبيعة الأمنية في إفريقيا التي تطورت بشكل خطير منذ سنوات، لا سيما في منطقة الساحل والمغرب العربي.
وبعد تسليط الضوء على التزام المغرب، في هذا الصدد، وفق مقاربة منفتحة وشاملة لتحقيق الاستقرار الدائم في إفريقيا، شددت الوزيرة على أن المملكة ما فتئت تعمل من أجل اعتماد مقاربة شاملة على صعيد القارة.
وقالت السيدة بوعيدة إن هذه المقاربة، التي تتضمن تحركا أمنيا “ضروريا لكنه غير كاف لوحده”، اعتمدت بالتوازي مع تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية البشرية، وكذا الحفاظ على الهوية الثقافية والعقائدية.
وتبعا لذلك،أشاد كاتب الدولة الأمريكي في الخارجية، جون كيري، أمس الثلاثاء بنيويورك، بالجهود الطلائعية للمغرب في مجال مكافحة الإرهاب ضمن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.وقال رئيس الدبلوماسية الأمريكية، الذي كان يتحدث خلال اجتماع للمنتدى : “أود أن أشكر زملاءنا من المغرب وهولندا لكونهم في طليعة الجهود التي يبذلها المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، بهدف إعداد الإطار الدولي الأول لأفضل الممارسات التي سيتم اعتمادها اليوم، لمواجهة تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب”.وأضاف كيري، الذي تشارك بلاده رئاسة المنتدى مع تركيا، أن الولايات المتحدة “ابتداء من اليوم، ستساهم بأزيد من 40 مليون دولار بهدف دعم هذه الجهود”.

يشار إلى أن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي تم إرساؤه من قبل وزراء خارجية الدول الأعضاء في 22 شتنبر 2011 في نيويورك، يسعى لأن يكون أيضا بمثابة إطار فريد لصناع القرار والخبراء للدول الرئيسية الشريكة في مختلف أرجاء العالم بهدف تبادل الأفكار وأفضل الممارسات لقطع الطريق أمام التطرف الديني والإرهاب الدولي الذي يهدد الدول الأعضاء.
وإضافة للمغرب، يضم المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، من بين 30 عضوا، كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والصين واليابان وكندا وإسبانيا وأستراليا والهند والإمارات العربية المتحدة والأردن والمملكة العربية السعودية ونيوزيلندا.

اقرأ أيضا

الجزائر

أليس لجنرالات حكم الجزائر من يُصحِّيهم

إنه إعصارٌ اندلع هُبوبًا على الرُّقعة العربية من هذا العالم، له جذورٌ في “اتفاقيات سايكس بيكو”، ولكنه اشتدَّ مع بداية عشرينات هذا القرن وازداد حدة في غزة، ضد القضية الفلسطينية بتاريخها وجغرافيتها، إلى أن حلَّت عيْنُ الإعصار على سوريا، لتدمير كل مُقوِّمات كيانها. وهو ما تُمارسُه إسرائيل علانية وبكثافة، وسبْق إصرار، نسْفًا للأدوات السيادية العسكرية السورية.

مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي

سلط وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الضوء أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على إطلاق المغرب والولايات المتحدة لمجموعة الأصدقاء الأممية بشأن الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز وتنسيق الجهود في مجال التعاون الرقمي، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.

المغرب يحرز نجاحا بنسبة 100 بالمائة في ترشيحاته للمناصب الشاغرة دوليا وإقليميا

سجلت المملكة المغربية خلال سنة 2024، نجاحا بنسبة 100 في المائة في ترشيحاتها للمناصب الشاغرة داخل المنظمات الدولية والإقليمية.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *