نوه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بمبادرات العاهل المغربي الملك محمد السادس لفائدة السلام والاستقرار والانسجام بالعديد من البلدان الإفريقية، لا سيما بمنطقة الساحل.
واعتبر بان كي مون، في حديث لوكالة الأنباء المغربية، أن “الزعماء الروحيين والدينيين لهم دور رئيسي ينبغي الاضطلاع به من أجل تعزيز الانسجام بالساحل”، مضيفا في هذا الصدد “إنني أنوه بشكل خاص بقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس الموافقة على طلب المجلس الإسلامي بنيجيريا”.
وكان الملك محمد السادس قد أعطى موافقته على طلب المجلس الإسلامي وهيئة الإفتاء بنيجيريا من أجل تكوين أئمة نيجيريين بالمغرب.
وبالساحل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى “انخراط إقليمي وشامل” من أجل “إخراج هذه المنطقة من دائرة الأزمات المزمنة التي تصيبها”، مشيدا ب”مبادرات” المغرب في هذا الاتجاه.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، في هذا الحديث الذي خص به وكالة الأنباء المغربية ، عشية أشغال الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على “أننا في حاجة إلى انخراط إقليمي وشامل لإخراج منطقة الساحل من دائرة الأزمات المزمنة التي تصيبها”.
وسيتوجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يوم غد الثلاثاء، لحضور أشغال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة التي ستنعقد بمدينة نيويورك، وفق بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة.
وقال بان كي مون .. “إنني أنوه، في هذا السياق، بالمبادرات والجهود التي تبذلها بلدان، كالمغرب”، مشيرا في هذا الصدد إلى “اجتماع الرباط الرامي إلى تعزيز التعاون عبر الحدود”.
وجدد التأكيد على “أهمية التضامن الدولي لتسوية مشاكل الساحل”، مضيفا أن “المنطقة تواجه صعوبات معقدة تعرقل استقرارها وتنميتها على المدى البعيد”.
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة بأن الاستراتيجية المندمجة للأمم المتحدة بالساحل تسعى إلى توجيه التدخلات المشتركة في المنطقة، كما أنها قادرة على التطور والتكيف مع الظروف المتغيرة.
وأوضح بان كي مون أن “هذه الاستراتيجية المنفتحة تتميز بامتدادها الجغرافي، حيث تشمل بلدان الساحل والصحراء بمفهوم واسع”. وفي سياق متصل، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أنه يراهن على “احترافية ونزاهة والتزام” القوات المغربية من أجل إحلال الاستقرار بجمهورية إفريقيا الوسطى.
وقال بان كي مون .. “أعرب عن انشغالي مجددا بالهجوم على المدنيين، وأراهن على احترافية ونزاهة والتزام القوات المغربية لإحلال الاستقرار الضروري بالبلد من أجل وضع إفريقيا الوسطى على سكة التنمية المستدامة”.
وأضاف أن المغرب “بالفعل، كان من بين البلدان الأوائل التي نشرت قوات، خلال هذا الأسبوع، ضمن بعثتنا بإفريقيا الوسطى، بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى “.
وقال بان كي مون إن “المغرب في المرتبة الخامسة عشر في ترتيب المساهمين في قوات حفظ السلام الأممية”، معربا عن “شكره لحكومة صاحب الجلالة” من أجل “التزامها إلى جانبنا” بجمهورية الكونغو الديموقراطية والكوت ديفوار.
وبخصوص الانتشار المهول لوباء إيبولا، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بمقاربة المغرب القائمة على الحفاظ على الرحلات الجوية تجاه البلدان المتضررة من فيروس ايبولا، داعيا بالمناسبة شركات النقل الجوي الأخرى إلى “عدم إلغاء” رحلاتها إلى هذه البلدان.
وبعد أن أكد بان كي مون أنه “يتفهم ويشارك قلق المجتمع الدولي إزاء انتشار الفيروس”، اعتبر أن “حظر الرحلات الجوية والخدمات لن يمنع انتشار الوباء” و”سيعمل فقط على جعل الوصول إلى السكان المتضررين أكثر صعوبة بالنسبة للفرق الصحية”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الخصوص إن “العالم لا يمكنه أن يتخلى عن الدول والحكومات التي أصابها الفيروس”، مضيفا أنه “يجب علينا أن نفعل أكثر وسيستجيب المجتمع الدولي لدعوتنا في هذا الصدد، ولكن نحتاج إلى مزيد من عمال الإغاثة والتجهيزات والموارد المالية”.
ولذلك، يضيف الأمين العام الأممي، “سنغتنم فرصة وجود جميع قادة العالم في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بعقد اجتماع رفيع المستوى حول فيروس الإيبولا لضمان دعمهم.” وقد طالبت الأمم المتحدة بـ 8ر987 مليون دولار (73 مليون أورو) لفائدة الدول الأكثر تضررا من فيروس الإيبولا وهي غينيا وليبيريا وسيراليون.