خلفت عملية إقدام سلطات الجزائر، على طرد النازحين السوريين،من ترابها، نحو حدودها مع المغرب، في تحد صارخ لكل المواثيق الدولية،أصداء سلبية في مختلف الأوساط السياسية والإعلامية.
فقد رأى فيها الجميع، أنها تشكل إمعانا في المس بحقوق اللاجئين، واعتداءا على حريتهم في التنقل، وحقهم في إيجاد ملاذ آمن، بعد مسار شاق قادهم من سوريا نحو الجزائر، هربا من جحيم الحرب.
ويحكي اللاجيئون السوريون قصصا مريرة، بغصة في حلقهم، عما تعرضوا له لدى وصولهم إلى التراب الجزائري، دون رأفة أو رحمة، أو اعتبار للنساء والعجزة والصغار، حيث صدموا بفعل قساوة الاستقبال، الذي كان خاليا من أي لمسة إنسانية، تنسيهم أهوال الطريق.
وقد عبروا عن ارتياحهم، حين وصولهم إلى المنطقة الحدودية المغربية المسماة “الدواهي” ، قريبا من المركز الحدودي “زوج بغال”، حيث جرى استقبالهم، بكل ترحاب من طرف بعض عناصر الحرس الحدودي المغربي، وأفراد الدرك الملكي ومسؤوليهم، وممثلين عن السلطات المحلية والإقليمية، ومكونات المجتمع المدني، وبعض المواطنين، وتم إيواؤهم في خيمتين كبيرتين، مع تقديم كل أشكال الدعم النفسي والمادي لهم، إضافة إلى ما يقتضيه الوضع من أغطية وتغذية وغيرهما.
وبعد عرضه أمس لصور تثبت تورط الجزائر في طرد اللاجئين السوريين، ينشر موقع “مشاهد” اليوم صفحات من جوازات سفرهم، مختومة بطوابع سلطات المطارات العربية التي مروا منها، وصولا إلى مطار هواري بومدين الجزائر.