عبر رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، الذي يشرف حزبه على قطاع الاتصال،عن رفضه لما يبثه التلفزيون المغربي، هذه الأيام من حفلات رقص، ومسلسلات تلفزيونية وصفها ب” البايخة”، بتزامن مع هذه الفترة العصيبة من تاريخ الأمة العربية، التي تتعرض فيها غزة لعدوان إسرائيل غاشم منذ أكثر من 16 يوما.
و قال بنكيران، اليوم الأربعاء، في جلسة مشتركة بين مجلس النواب ومجلس المستشارين، أثناء رده على الفرق والمجموعات البرلمانية، إنه أجرى اتصالا هاتفيا بفيصل العرائشي،المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، يستنكر فيه لجوء التلفزيون المغربي إلى تغطية إعلامية باهتة لشراسة العدوان في غزة، منتقدا طريقة المعالجة الإعلامية لهذا الملف الخطير .
ودعا بنكيران العرائشي إلى إعطاء الأهمية اللازمة في أسلوب التعاطي مع الأخبار القادمة من منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في الظرفية الراهنة التي تعيشها غزة، بسبب همجية الحملات الإسرائلية، جوا وبرا.
من جهة أخرى، استغل بنكيران الفرصة ليرد على المعارضة البرلمانية، التي انتقدت أداء حكومته، وقال:” لقد تتبعت ومعي أعضاء الحكومة وعموم الرأي العام الوطني طبيعة الانتقادات التي وجهت للحصيلة الحكومية، ولئن كان بعضها مسؤولا ومعبرا عن إرادة في الإصلاح والتقويم، فإن المعارضة أخلفت بخطابها موعدها مع لحظة دستورية متميزة، حيث انشغلت بالأخبار الصحيحة وغير الصحيحة بدل الاجتهاد في التفكير والتحليل لإغناء النقاش”.
وأردف قائلا للمعارضة:” إن قواعد العمل السياسي تتغير، ولم يبقى فيه مكان للابتزاز والتضليل والتحكم والتدليس والترهيب والترغيب والريع، بل هو مؤطر بقواعد دستورية ومؤسسات قوية في إطار المسؤولية والشفافية، والحكومة تتعامل بحسن نية في إطار التعاون والوفاء بالإلتزامات من أجل المصلحة العامة، وعوض أن تتفاعل المعارضة إيجابيا مع هذه التحولات بقيت حبيسة ثقافة سياسية سلبية ومتجاوزة تنبني على الصراع والتنازع والمناورات التي تؤدي إلى الفشل”.
وختم هذه النقطة في تدخله، المتعلقة بالمعارضة، بالقول:”كان من المنتظر أن يساهم نقاش فرق المعارضة حول التأخير الحاصل في بعض الملفات والمشاريع، كتقديم الدعم المباشر للمعوزين، مثلا، غير أن النقاش انصرف إلى أمور جانبية لا تهم المواطن، مخافة أن يعتبر مثل هذا النقاش دعما للتوجه الحكومي الذي يصب في هذا الاتجاه، وهو حسب ما يبدو ما لا ترغب فيه المعارضة.
وأما عن الحوار مع المعارضة، فهذا أمر محمود ومطلوب، ولكن أي حوار سيكون مع من يتساءل عن علاقتي بالاستخبارات الصهيونية “الموساد” وبجبهة النصرة وبداعش؟ فعن أي حوار نتحدث؟”.
يذكر ان احد مكونات المعارضة، وهو حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، كان قد تساءل تحت قبة البرلمان، حول علاقة بنكيران بالموساد وداعش..