بتزامن مع توقيف المواطن التشادي المنتمي ل”داعش” في طنجة، كتبت المجلة نصف الشهرية الأمريكية (فوريين أفيرز) التابعة لمجموعة التفكير (دو كاونسيل أون فوريين روليشنز)، أن المغرب يقدم “نموذجا فكريا” متقدما في مجال مكافحة التطرف العنيف والتأويلات الإيديولوجية والباطلة للدين.
وأكدت المجلة الأمريكية، في مقال تحليلي من توقيع إيلان بيرمان، أوردت وكالة الأنباء المغربية فقرات منه، أن “المغرب يضطلع، على نحو متزايد، بدور النموذج الفكري القادر على مواجهة تنامي التطرف العنيف”، مشيرة إلى أن المملكة تمثل، منذ سنوات، “استثناء” في منطقة تعاني من التطرف، بفضل تجربة “فريدة” ومغربية أصيلة.
وأشار بيرمان، وهو نائب رئيس (أمريكن فوريين بوليسي كاونسيل)، التي يوجد مقرها بواشنطن، إلى أن المغرب أضحى “رائدا طبيعيا” في “المعركة الحالية للأفكار”، قوي بمصداقيته الدينية وتسامحه، مضيفا أن “الولايات المتحدة، التي تنخرط بقوة في مكافحة التطرف العنيف بكافة أشكاله، عليها أن تأخذ علما بالقوة الناعمة أو أيضا بقوة الإقناع الهائلة المتأصلة في الاستراتيجية المغربية”.
ولاحظ كاتب المقال أن المقاربة المغربية لمكافحة الإرهاب ترتكز على “إجابات حاسمة”، مضيفا أن المملكة انخرطت في إصلاحات جوهرية، كاعتماد مدونة للأسرة، وإطلاق “البرنامج “النموذجي” لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات.
وأبرز أن الاستراتيجية المغربية قطعت مرحلة جديدة مع تدشين معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالرباط، والذي سيستفيد منه الأئمة القادمون من عدة بلدان مثل تونس، مالي، غينيا، ساحل العاج، نيجيريا، تشاد وفرنسا.
واعتبر بيرمان أن هذه المبادرة “الدولية” ما فتئت تثير الإعجاب، مذكرة بأنه خلال الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا، وقع البلدان على اتفاقية يسمح بتكوين الأئمة الروس بالمغرب، في المستقبل القريب.