كتب الباحث المغربي الشاب محمد مصباح مقالا اعتبر فيه أن حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض للحكومة يشتغل على “ترميم صورته ” التي تضررت خلال العام 2011 بعد اتهامات بإفساد الحياة السياسية”.
ويرى مصباح، في مقال منشور على موقع مركز “كارنيغي” للأبحاث، أن “البام” يحاول الظهور “بوجه أكثر نضجاً ومسؤولية في تعامله مع حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، مقارنة مع أحزاب المعارضة الأخرى لاسيما حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي اللذين تبنيا نزعة هجومية ضد الحزب الحاكم في الآونة الأخيرة”.
ويضيف الباحث أن حزب الأصالة والمعاصرة -الذي تضرر قبل سنتين بسبب الشعارات التي رفعتها حركة 20 فبراير التي كانت تقود الحراك الشعبي المطالب بالإصلاحات في المغرب والتي طال جزء من شعاراتها حزب “البام” الذي عانى من “نزيف تنظيمي” خصوصا بعد استقالة مؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة بعد تعيينه مستشارا من قبل الملك محمد السادس- انكفئ خلال “السنتين الماضيتين على البناء التنظيمي” و”تقوية الإشعاع الخارجي” للحزب.
ويعتقد مصباح، أن قيادة الحزب الجديدة وأمينه العام “التكنوقراطي”، مصطفى الباكوري، نجحت في “رأب التصدع التنظيمي للحزب” والتقليل من حدة الخلافات الداخلية بين صفوفه خصوصا ما بين تيار اليساريين وتيار الأعيان.
“ويقوم التوجه الجديد للحزب على ثلاث ركائز: البناء المؤسساتي للحزب، التقدم بمبادرات مدنية وسياسية، وتقوية الإشعاع الدولي”، يضيف مصباح، وهو ما ظهر من خلال “مأسسة عدد من فروع الحزب الجهوية والمحلية إضافة إلى هيئاته الموازية (القطاع النسائي والطلابي والمهندسين، إلخ.)”، بالإضافة إلى”تأسيس فروع” للحزب خارج المغرب في فرنسا وبلجيكا وهولندا، في محاولة لتقوية حظوظه في الانتخابات المقبلة تحسبا لإمكانية منح المغاربة المقيمين بالخارج الحق في التصويت في الانتخابات.
أما على مستوى المبادرات السياسية فقد طرح الحزب للنقاش مسألة تقنين زراعة القنب الهندي ولعب “القيادي المثير للجدل” داخل الحزب، إلياس العماري، دوراً بارزاً في الافراج عن الصحفي علي أنوزلا الذي اعتُقِل على خلفية قانون الإرهاب، كما نشطت دبلوماسية الحزب من خلال دعم الوساطة بين حركتَي “فتح” و”حماس” في لقاء عُقِد في يناير من العام الماضي بالرباط.
ويعتبر الكاتب أن محاصرة الإسلاميين ما تزال أحد أهم أهداف حزب الأصالة والمعاصرة، والذي يختلف في منهجية اشتغاله في المعارضة عن حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مختتما تحليله بالتأكيد على أن رغم محاولات ترميم الصورة التي قام بها الحزب في السنتين الأخيرتين، والتي رغم أنها “قد ترفع شعبيته قليلا”، لكنها لن تضمن له تصدر “الانتخابات المقبلة والتفوق على غريمه حزب العدالة والتنمية”.
.