راج مؤخرا في بعض المواقع والمنابر الاليكترونية خبرا يفيد أن هناك توجها جديدا يتم التحضير له في الأمم المتحدة، ويتعلق الأمر تحديدا بتقديم مقترح الكومنولث في الصحراء لحل النزاع المفتعل في المنطقة، مستوحى من نظام ” الكومنولث”، وفق نفس المصادر.
وسعيا لاستجلاء الحقيقة، كان لابد من تسجيل رأي الدكتور محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين سابقا، الذي أكد في تصريح لموقع ” مشاهد 24″، عبر التلفون، مساء أمس الجمعة، أن هذا المقترح مرفوض مرفوض، ولا يمكن للمغرب قبوله أبدا. وكرر كلمة ” مرفوض” أكثر من مرة..
وأردف بيد الله، الذي يعرف عمق ملف الصحراء جيدا، بحكم ارتباطه به منذ سنوات، ودفاعه عن الوحدة الترابية في مختلف المنتديات الدولية ومن بينها الأمم المتحدة، أن أكبر تنازل قدمته المملكة المغربية، لإيجاد حل سياسي متوافق بشأنه بين مختلف الأطراف، هو مخطط الحكم الذاتي، الذي كان ولا يزال محل تقدير عدد من الدول المحبة للأمن والسلام.
وتابع المتحدث ذاته، أن الصحراء جزء لا يتجزأ من المغرب، تاريخيا وجغرافيا ودينيا وبشريا، وبالتالي فلا مجال لأي مخطط أو مشروع آخر، يهم مستقبلها، غير مقترح الحكم الذاتي.
وبنبرة حاسمة، يسودها الغضب بين ثنايا الكلمات، شدد الأمين العام الأسبق لحزب الأصالة والمعاصرة، على القول بصوت عال، إن مقترح ” الكومنولث” مرفوض من أصله، ولا يمكن مناقشته إطلاقا، فهذا الأمر مستحيل، لعدم قابليته للتطبيق على واقع الأقاليم الجنوبية المندمجة في المملكة المغربية.
وأبرز بيد الله أن الحل السياسي يجب أن يكون مع الجزائر، فهي ” الفاعل الأساسي ، وهي التي افتعلت إشعال التوتر في المنطقة، منذ أربعين سنة، وهي التي تقف وراء دعم البوليساريو، ماديا وسياسيا، ويبدو أنها لا تقدر الوضع حق قدره، وما يترتب عنه من انعكاسات سلبية على واقع الاتحاد المغاربي، الذي كان يمكن أن يكون قاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لولا معاكسة الجارة الجزائر للمغرب في وحدته الترابية”.
للمزيد:بيد الله: قضية الصحراء مشكل مغربي جزائري و”البوليساريو” لا وزن له
واعتبر الشيخ بيد الله، أن التوتر الحالي الناتج عن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، “محطة عابرة سوف يتم التغلب عليها واجتيازها بفضل الذكاء السياسي للمغرب، والتحام الشعب حول قائده وملكه محمد السادس ووحدته الترابية، ولدينا العديد من أصدقائنا في المنتظم الدولي المقتنعين بمشروعية ملفنا، وليست هناك أي جهة قادرة على أن تنازعنا في صحرائنا، أحب من أحب وكره من كره”، على حد تعبيره.