يبدو وكأن زلزالا قويا ضرب منظومة التعليم بالمغرب، فصار كل جديد حولها مرتبط باستياء واحتجاج، واستبدلت مقاعد المدارس بأرصفة الشوارع، الأمر الذي يكشف أن هناك خللا ما اعترى قطاعا يعد اللبنة الأساس لتنمية المجتمعات، وتكوين أطر وكفاءات قادرة على الإنتاج والعطاء في باقي القطاعات، إذ بعد احتجاجات الأساتذة المتدربين التي عبر صداها حدود المملكة، ينتفض هذه المرة مديرو التعليم الابتدائي في وجه وزارة رشيد بلمختار.
مديرو ومديرات التعليم الابتدائي، خرجوا أمس (الخميس)، في وقفة احتجاجية، أمام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للدارالبيضاء الكبرى، من أجل المطالبة بتسوية وضعيتهم النظامية التي يعتبرون أنها لاترقى لمستوى مهام ينجزونها بشكل يومي، وكذا بغرض تحريك ملف ظل مركونا لسنوات، ويعتزمون التصعيد في القادم من الأيام.
وفي هذا السياق، كشف نورالدين حوماري مدير مدرسة ابن زيدون بالمحمدية والرئيس الجهوي للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب، في تصريح ل”مشاهد24”، أن المطالبة بتسوية وضعية هذه الفئة التي تشكل حلقة مهمة في منظومة التعليم، ليست وليدة اللحظة، بل إن الملف طرح خلال إشراف أحمد اخشيشن على الوزارة، ومنذ ذلك الحين ظل معلقا، على مدى 3 وزارات، ”الأمر الذي يجعله من أقدم الملفات التي طرحت على وزارة التعليم بالمغرب” يضيف حوماري.
وأوضح أن مدير المؤسسة الابتدائية في المغرب، يمارس مهاما متعددة ومتداخلة، تحول دون إنجازه مهمته الأساسية، المتمثلة في الإشراف على سير أمور الدراسة في ظروف جيدة، لذلك شدد على أنه حان الوقت للتجاوب مع مطالب هذه الفئة.
للمزيد: بنكيران في أول تعليق على واقعة تعنيف الأساتذة المتدربين
وأضاف حوماري قائلا” مدير المؤسسة الابتدائية هو حجر الزاوية في أي إصلاح مرتقب، وكل إصلاح رهين بإصلاح وضعية المدير واشتغاله في وضعية ملائمة”.
وأهم مطلب يرفعه مديرو التعليم الابتدائي، هو إصدار قرار تشريعي يحدد مهام وواجبات مدير المدرسة الابتدائية، تأتي بعده مطالب أخرى من قبيل توفير طواقم إدارية تضطلع بمهام موازية، وتخفف الحمل عن المدير، بالإضافة إلى الترقية.
وينتظر أن ينظم مديرو ومديرات التعليم الابتدائي، يوم 29 فبراير المقبل، وقفة وطنية أمام البرلمان، يتوقع أن تعقبها مسيرة، إذا لم تفتح وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني أبوابها للحوار.
ويذكر أن وقفة أمس (الخميس) أمام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للدارالبيضاء الكبرى، التي شارك فيها مديرو ومديرات مدارس البيضاء والمحمدية والجديدة وسطات، تفعيلا لمبدأ الجهوية، جاءت بعد وقفة إقليمية نظمت في 29 من شهر ديسمبر الماضي.